نجاح تجربة عمل النساء في محلات النساء المتخصصة سيحدده المجتمع، الحكومة ستشرع وتراقب وربما تفرض، لكن المجتمع يمكنه إنجاح المشروع. ليست القضية في وجهة النظر الثقافية، إن صحت العبارة، فمن تحتاج وتستطيع العمل من دون مشاكل أسرية ستعمل، وأضيف من كانت أيضاً طموحة حتى بدون وجود الحاجة الملحة هي أيضاً ستعمل. يجب الانتباه إلى أطراف أخرى في الموضوع، عشرات الآلاف من الرجال الأجانب الذين خسروا وظائفهم الجميلة والناعمة، لا أعتقد أنهم سيقفون مكتوفي الأيدي، خاصة وأن نسبة منهم هم في الأساس ملاك لمحلاتهم، أو سلاسل محلاتهم، عن طريق التستر الذي تعرفون، أو حتى عن طريق الاستثمار الأجنبي، وسيكون مصير التوظيف لبناتنا بأيديهم، وبالطبع مصير التقييم، وكذا البقية ممن كانوا مجرد بائعين، لن يعجبهم الحال. الطريق الوحيد الذي أراه أمامهم هو بث الإشاعات، والحملة الدعائية على طريقة « فمّ لفمّ» أو كما تسمى في علم الاتصال والإعلان «ماوث تو ماوث»، فتشويه سمعة هذه المهنة سيصعّب الأمر على الكثيرات، أو على أسرهم، وربما تنضم المهنة إلى مهن أخرى تعرفونها نجحت اجندات معينة خلال العقود الماضية على جعل صاحباتها الأقل حظاً في قطار الزواج مثلاً. أتوقع ، متمنياً ألا يحدث أنهم سيستخدمون الاتصال على برامج الإفتاء وتوجيه أسئلة ملغومة، وبث فتاوى مختلقة على الإنترنت، وأخبار ملفقة، كخبر القبض على بائعة في إحدى أسواق شرق الرياض عند محاولة زبون تعرف إليها في المحل إركابها في السيارة أو الاختلاء بها الذي رأيتموه في إحدى الصحف الإلكترونية. الشركات الكبرى التي لديها ماركات وفروع وسياسات موارد بشرية واضحة ستكون خط الدفاع الأول، حيث إنها قادرة، ثم هي راغبة في هذا الاتجاه، ولن يكون مصير الموظفة السعودية في يد تاجر جاهل، أو أجنبي متستر عليه. خط الدفاع الثاني وقد أشرت إليه قبل نحو عام، أن يكون القرار وتنفيذه بادئة لكثير من الفتيات لإنشاء مشاريعهن الصغيرة والعمل فيها بأنفسهن، فمحل ملابس داخلية في سوق عادية أو شعبية أو كقسم مستقل معزول داخل صالة كبيرة لمتجر مشهور لن يكلف كثيراً، وتجار الجملة وموردي البضائع يمكنهم مؤازرتهن كما يفعلون غالباً مع تجار التجزئة. قطاع التجزئة من القطاعات المربحة، وهو في المملكة أكثر ربحية بسبب الاستهلاك غير الواعي، وضعف الرقابة الرسمية، والنمو في السكان والعمران، وأتمنى على حاضنات الأعمال الصغيرة وكل من «يطنطن» الليل والنهار على دعم الشباب أن يساعدوا الطموحات من البنات على ذلك. الأمنية أن تنقسم البائعات خلال السنوات القليلة المقبلة إلى موظفات في شركات كبيرة ومحترمة بأجور تليق، أو إلى مالكات لمحلات أو «دكاكين» صغيرة يعملن فيها مشتركات ويحقق دخلاً يليق أيضاً بهن. [email protected] twitter | @mohamdalyami