بدأت التوقعات أو لعلها التسريبات، وجاء بها التجار هذه المرة من مصادرهم كما يقولون، تحدث إلي بعضهم، وهم شبه متأكدين أن المرحلة الأولى ستشمل فقط محلات بيع الملابس الداخلية، والعباءات، كونهما النشاطين الأكثر خصوصية على حد تعبيرهم، والمفترض أن يقولون الأكثر تخصصية كما اعتقد، كما أن التطبيق عليها سيكون سهلاً كونها في الغالب مستقلة تماماً، صغيرة الحجم، ولا تتداخل مع أنشطة أخرى كما هي الحال في الملابس على إطلاقها. أعتبر ما سمعته حسناً، ويأتي ليقطع حججاً كثيرة بدأنا نسمعها، وأحسب أن الانطلاق من هذين النشاطين سيتيح تقويم التجربة، والتدريب، ولبقية النشاطات إن تم عليها شيء في المستقبل الاستعداد بالتجهيزات والمورد البشري النسائي. وفي ما يتعلق بالمورد البشري أرى أن موظفة براتب ألفي ريال ليس هو طموح الحكومة أو الفتيات، فمعدل التعليم عند الفتيات أعلى من الشباب، ولا أتوقع اليوم أنه توجد فتاة شهادتها أقل من ثانوية عامة إن لم تكن جامعية، وأحث الفتيات اللواتي استطعن فتح مشاغل ومراكز تجميل وعطور وتعلمن وسافرن ولديهن القدرة، أحثهن على فتح محال ملابس نسائية وإدارتها والإشراف عليها ومن ثم توظيف عاملات سعوديات، كما أشجعهن على أن يقمن بشراء محلات الأجانب عندما يضطرون لبيعها. معظم المحلات الصغيرة هي أنشطة فردية نعلم جميعاً أن معظمها مملوك لمن يعملون بها، ودور السعودي هو الكفالة والواجهة الرسمية، وهذه المحلات لا تكلف الملايين والمحل يكلف من 100 إلى 150 ألف ريال وبإمكان أربع أو ثلاث فتيات أن يوفرن هذا المبلغ إما عن طريق عائلاتهن ومدخراتهم، أو عن طريق برامج وصناديق نرى حضورها النسبي في هذه الساحة، وأفترض انه سيتعاظم دورها في المستقبل. وفي المورد البشري أيضاً تأتي قضية التدريب والخبرة كمخاوف يطرحها التجار على طاولة النقاش، وأقول هنا إن الخبرة مطلوبة والدربة ضرورية، لكن فلنتحدث بصراحة، فالمسألة هي بيع قطع جاهزة، مرقمة، وأسعارها عليها، والخبرة المطلوبة موجودة كثقافة عامة، فأي رجل مثلاً يستطيع بيع ملابس الرجال للرجال لأنه يعرف أسماءها وألوانها وموديلاتها، فالحكاية لن تتجاوز أياماً أو أسابيع عدة على الأكثر، وإذا علمنا أن النساء أكثر دقة من الرجال، وأكثر اطلاعاً على الموضة، يتأكد لنا ذلك. أيضا هناك مخرجات جاهزة، وربما تفوق جاهزيتها المطلوب، فقد أكدت نائبة محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتورة منيرة العلولا جاهزية خريجات المعاهد العليا التقنية للبنات اللاتي امضين عامين كاملين في التدريب على فنون التعامل مع سوق العمل، السلوك الوظيفي، مهارات الاتصال، المحاسبة، والبيع والشراء، وهي قالت لصحيفة «المدينة» أمس: «هذا سيوفر للمستثمرين فتيات مدربات جاهزات لإنجاح فكرة تأنيث المحلات التجارية من دون عناء إعادة تأهيلهن وتدريبهن على أساسيات التعامل داخل المحلات التجارية»، شكراً جزيلاً يا دكتورة. [email protected]