أنجز التونسي المقيم في كندا فوزي الخليفي جداريات في مدن مختلفة كدبي والشارقة ولوس انجليس ونيويورك ومونتريال اعتماداً على «الغرافيتي»، وهي تقنية يمارسها الشباب في شتى أنحاء العالم بكل عفوية وبطريقة ثورية في آن واحد. غير أن الشاب التونسي طوعها لتكون أداة للإبداع. وكانت آخر محطات الخليفي في القيروان حيث أنجز جدارية عملاقة في قلب المدينة، على الحائط الخارجي للمركز الثقافي «أسد بن الفرات». وانطلق في عمله وحيداً في حين كان مصور كندي يرافق كل حركاته وسكناته لتوثيق الحدث، وبعد ساعات قليلة انضمّ إلى الخليفي عدد من شباب القيروان الذين ساهموا في إنجاز العمل. واعتمدت الجدارية على بيتين من الشعر للامام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) يقول فيهما: رأيت الدهر مختلفاً يدورُ فَلاَ حزْن يَدُومُ ولا سُرُورْ وقد بنت الملوك به قصوراً فلم تبق الملوك ولا القصور وتواصل إنجاز العمل على امتداد أسبوع كامل، وكان أشبه بماراتون حقيقي في مهرجان من الألوان والخطوط التي أخذت وتيرة تصاعدية، ليجد المارون قرب الجدار أنفسهم أمام لوحة فنّية عملاقة تعتمد الخط الكوفي. ويوظف الخليفي في أعماله العملاقة الخط العربي لينجز لوحات ضخمة تزيّن جدران أهم المدن في العالم وتزيد جمالياتها. ويؤكد الفنان التونسي الشاب أنّ لوحته في القيروان هي الأكبر في مسيرته الفنيّة، واستعمل فيها ألواناً حارّة تمثّل روح القيروان وألوانها. أمّا مرافقه الكندي جون فيليب الذي وثّق للحدث بعدسته فأكد أنّه التقط ستة آلاف صورة وعشرين ساعة فيديو في القيروان، وأنّ المدينة سحرته بمعالمها وتاريخها الإسلامي.