حذرت إيران الأكراد، خصوصاً زعماءهم في السليمانية، من مغبة الإنفصال عن العراق، مهددة بإقفال كل المعابر بين البلدين، وبدعم أي فريق يواجه هذا المشروع الذي اعتبرته صناعة «إسرائيلية يهدد أمنها القومي، ويقضي على توازن الرعب» الذي توصلت إليه بدعمها «حزب الله» في لبنان. وأكدت أنها ضد البحث في الخلاف على رئاسة الوزراء في العراق، قبل استعادة المدن التي سيطر عليها «داعش». (للمزيد). وفيما قدم رئيس السن للبرلمان العراقي موعد جلسته الثانية إلى الأحد المقبل، وأعلن المرجع الشيعي علي السيستاني أن لديه موقفاً من المرشحين لرئاسة الوزراء، وجه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «رسالة إلى الشعب العراقي» حمل فيها رئيس الحكومة نوري المالكي مسؤولية ما يجري في البلاد، بسبب «تفرده في الحكم»، ودعا إلى «إصلاح بنيوي للنظام»، لكنه أكد أن لا تنازل عن حق الأكراد في تقرير مصيرهم. وعلمت «الحياة» من مصادر إيرانية موثوق فيها أن طهران رفضت البحث في الخلاف على منصب رئاسة الوزراء في العراق، ما لم تحسم الأوضاع في المناطق التي سيطر عليها «داعش» لأن «هذا التنظيم يهدد العملية السياسية»، مؤكدة «استمرار الجهود لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأفرقاء». وأكدت أن «السفير في بغداد حسن دانائي فر زار السليمانية (معقل الإتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس جلال طالباني) وحركة التغيير (بزعامة نوشيروان مصطفي) والتقى القيادي برهم صالح ونجل الرئيس طالباني قباد وزوجته هيرو، اضافه الي نجم الدين كريم، محافظ كركوك. وتركز الحديث في قضيتين، الأولي ضرورة مساعدة الحكومة العراقية لإنهاء «داعش»، وإعادة الأوضاع الي ما قبل 10 حزيران (يونيو) تاريخ سيطرة التنظيم على بعض المدن، والثانية التحذير من أي خطوة انفصالية. وقالت إن رسالة الوفد إلى الأكراد «كانت قوية وحاسمة لجهة معارضة إيران الشديدة للإنفصال وتأسيس دولة كردية ومطالبة السليمانية بموقف واضح من ذلك، ومن الدستور العراقي الذي ضمن حق تقرير المصير للأكراد في إطارالنظام الفيديرالي». وتعتقد طهران بأن إعلان الدولة الكردية في شمال العراق من الخطوط الحمر التي لا يمكن القبول بها، «وحذرت القيادات الكردية من أن هذه الخطوة ستخلق ظروفاً ومناخات سياسية وأمنية تهدد الأمن القومي الإيراني لأسباب تتعلق بعلاقة حزب الحياة الحرة الكردي الايراني الذي يرتبط بعلاقات مع حزب بارزاني، ويسعى الي انفصال المنطقة الكردية الايرانية، اضافة الي أن الدولة الكردية في العراق تؤثر في اوضاع اأكراد الايرانيين الذين يتجاوز عددهم الخمسة ملايين». وتؤكد الجهات الأمنية الإيرانية ان اسرائيل ليست بعيدة عن هذه الدولة، وتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الاخيرة خير دليل على رغبته وسعيه إلى تقسيم العراق وانشاء دولة كردية يتمتع فيها الاسرائيليون بنفوذ أمني عسكري كبير علي الحدود المشتركة. بمعني آخر «إعادة صوغ معادلة توازن الرعب التي توصلت إليها طهران بدعمها حزب الله في لبنان». وابلغ السفير إلى الزعماء في السليمانية ان ايران «لن تعترف بأي دولة كردية مستقلة وستقطع كل منافذها الحدودية معها فور اعلان الانفصال وستدعم كل الجهود العراقية للوقوف في وجه هذه الدولة». في بغداد، نفى المرجع السيستاني عدم احتفاظه بخطوط حمر على المرشحين لرئاسة الحكومة، بالتزامن مع تحديد البرلمان موعداً جديداً لجلسته الثانية، وسط استمرار حالة عدم التوافق على المرشحين للرئاسات الثلاث. ويضغط الموعد الجديد لجلسة البرلمان التي قررها رئيس السن مهدي الحافظ الأحد المقبل على القوى السياسية لايجاد تسوية، وهي مهمة يزيد صعوبتها عدم اعلان المالكي تخليه عن الترشح لولاية ثالثة. وقال مصدر في مكتب السيستاني ل»الحياة» امس ان «لاصحة لما نقلته وسائل اعلام عراقية خلال اليومين الماضيين عن حياد المرجع في مسألة رئاسة الحكومة». وأوضح ان «وسائل اعلام نسبت الى السيد محمد رضا نجل المرجع السيستاني او الى مكتبه عدم وجود خطوط حمر لديه لرئاسة الحكومة»، معتبراً ذلك «لا اساس له من الصحة». وبالاضافة الى المالكي، فإن المرشحين الاكثر حظاً لتولي المنصب من داخل كتلة دولة القانون» هما طارق نجم وابراهيم الجعفري، بالاضافة الى أحمد الجلبي وعادل عبد المهدي. على صعيد آخر، وجه الممثل الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم رسالة إلى مجلس الأمن يبلغ إليه أن «إرهابيين دخلوا مشروع المثنى حيث مخلفات برنامج الأسلحة الكيماوية السابق واحتجزوا عناصر الحماية واستولوا على أسلحتهم». وطلب المنظمة الدولية أن «تتفهم عجز العراق عن الوفاء بالتزاماته حالياً».