عزا الكاتب السياسي الدكتور خالد الدخيل انتشار التطرف واتساع الهوّة بين جيل الشباب والسلطة السياسية إلى بداية ضعف المؤسسة الدينية وتراجعها في العالم العربي. وفي سؤال ل«الحياة» عن سر اللهجة الناعمة التي يستعملها الدخيل في مقالاته، أجاب قائلاً: «لا أؤمن بثقافة الهجاء ضد الإسلام السياسي ولا ضد غيره، وأنا لم أهاجم الإخوان في مقالاتي، لأن الضرب في الميت حرام». وأوضح أن الولاياتالمتحدة الأميركية هي «قبلة الحضارة» في هذا العصر، «ومن غير المعقول ألا يذهب الشباب إليها لطلب العلم». وقال الدخيل في برنامج «يا هلا» على قناة روتانا خليجية مساء أول من أمس: «أهم ما تعلمته في الولاياتالمتحدة قضية المنهج في البحث والتحليل والتعليم، والربط بين العوامل، على رغم أني ولدت في بيت بلا مكتبة، فخلقت مكتبتي الخاصة، وقرأت لطه حسين والعقاد»، لافتاً إلى أن العلم «يبدأ بسؤال وينتهي بسؤال، أما الدين فيبدأ بالإيمان وينتهي باليقين، فالمنهج هو العمود الفقري للعلم، ومن دونه يبدو العلمُ مهزوزاً». وتطرق الدخيل إلى السياسة الخارجية السعودية، مشيراً إلى أنها «لم تحقق نجاحاً في ال30 عاماً الماضية، بغض النظر عن نجاحها الوحيد في مصر حتى الآن، مبيناً أن ما حدث في مصر «يعتبر انقلاباً، وكنا نعرف أن السيسي سيصبح رئيساً، وكل أجهزة الدولة المصرية الإعلامية والأمنية كانت تروّج للسيسي، لذلك لم يترشح أمامه سوى حمدين صباحي الذي خرج بخفي حنين». مبدياً خشيته من «ألّا يحقق الانقلاب في مصر ما نريده منه، وهو الاستقرار». وأكد أن كل شيء يتغيّر، «والربيع العربي لم يشتعل إلا عندما توقف التغيير». وقال: «أتفق مع هدف المملكة في دعم السيسي، فهي تريد أن يكون هناك استقرار في مصر، وألا تضرها الفوضى السياسية»، لافتاً إلى أن الملك عبدالله «مؤهل ليكون مؤسساً للدولة السعودية الرابعة». واعتبر هيئة البيعة «خطوة جيدة في تغيير شكل نظام الحكم». وقال إن السياسة السعودية «ينقصها أن تقوم تحالفاتها على المجاراة والمشايعة»، مبيناً أن التحالفات السياسية في العالم العربي موقتة، «لأن تطور الدول لم يكتمل بعد». وبيّن أن الوضع في اليمن «يتفاقم، ويكفي أن تنظيماً مسلحاً كالحوثيين أجبر الدولة على أن توقع معه اتفاقاً»، معتبراً أن الحوثيين «حركة داخلية في اليمن تريد أن تعيد نظام الإمامة، لكنها مدعومة من إيران». واعتبر أن المستفيد الوحيد من وجود «داعش» في العراق والشام هو النظام السوري نفسه، مستبعداً نظرية أن يكون «داعش» صنيعة المخابرات الإيرانية، «ولكن هذا لا يمنع أن يستفيد منه الشام والهلال الخصيب، اللذان يعيشان فوضى سياسية عارمة، والتيارات السياسية فيهما لا تحصى». وأوضح أن العراق يعيش حال انقسام شديدة بين السُنة والشيعة، بسبب سياسات الحكومة العراقية، وأوضح أن إقليم كردستان العراق «دولة تنتظر الإعلان عن نفسها رسمياً، لأنها «مكتملة الصفوف والأركان، بدءاً من النشيد الوطني إلى الجيش والمؤسسات الحكومية».