ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن المبعوث الخاص لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو المحامي إسحاق مولخو يعتزم، خلال لقائه الثاني مع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات في العاصمة الأردنية المتوقع غداً، تقديم وثيقة إسرائيلية تتضمن موقف إسرائيل من مسألتي الحدود والترتيبات الأمنية رداً على الوثيقتين الفلسطينيتين اللتين قدمهما عريقات له في اجتماع أول من أمس. وأضافت أنها المرة الأولى التي ستقدم فيها إسرائيل موقفها الرسمي من المسألتين المذكورتين. ولم يؤكد أي مصدر حكومي هذا النبأ. وكانت «الرباعية الدولية» طالبت أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي الجانبين بطرح مواقفهما من مسألتي الحدود والأمن في وثيقة رسمية لكن إسرائيل ردت بأنها ستفعل ذلك فقط في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين. ولخصت إسرائيل اجتماع أول من أمس بأنه «لم يحقق اختراقة لكن في الوقت ذاته لم ينته إلى فشل أو تفجير الاتصالات». وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مولخو أطلع رئيس حكومته على نتائج الاجتماع وأن الأخير أعطاه الضوء الأخضر لمواصلة الاتصالات المكثفة. وأبلغت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى الصحيفة بأن «اللقاء كان جيداً، علماً أن التوقعات منه لم تكن مرتفعة». إلى ذلك أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية حقيقة أن الاجتماع في عمان تزامن مع نشر وزارة البناء والإسكان و «دائرة أراضي إسرائيل» ثلاثة عروض لبناء 300 وحدة سكنية في مستوطنات القدسالمحتلة من مجموع 500 سبق للوزارة أن أعلنت قبل أسبوعين عزمها على بنائها. وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرت بناء الوحدات السكنية الجديدة عقاباً للفلسطينيين على قبول فلسطين عضواً كاملاً في منظمة «الأونروا». وأعلن وزير البناء والإسكان أريئل أتياس في حينه أن البناء في المستوطنات في محيط القدسالمحتلة سيتواصل بداعي أنه هذه المستوطنات ستكون مشمولة تحت السيادة الإسرائيلية في إطار أي اتفاق في المستقبل. من جهتهما دعا الباحثان في «معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب، يورام شفايتسر وشلومو بروم، أركان الحكومة الإسرائيلية إلى العمل في اتجاه التأثير في «التغييرات التي تعيشها حركة حماس»، المتمثلة، ضمن أشياء كثيرة أخرى، في تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الذي قال فيه إن حركته «تنوي تبنّي استراتيجية المقاومة الشعبية»، كتلك التي شهدتها دول عربية في العام المنصرم. وأضافا أنه على رغم أنه من السابق لأوانه الحكم على جدية هذا التصريح وما إذا كان تغييراً في النهج التاريخي للحركة «والتخلي عن الإرهاب واستراتيجية الكفاح المسلح»، أم مجرد خطوة تكتيكية تخدم وضعاً سياسياً موقتاً للحركة ولا تحمل أي تغيير فعلي جذري، فإنه ينبغي على إسرائيل العمل على تحريك حوار مع «حماس» «ليس مباشراً بالضرورة إنما قد يتم من خلال الممارسات على الأرض مثل الاستجابة مع احتياجات سكان القطاع المعيشية. ورأى الباحثان أن الجديد في تصريح مشعل هو استعداده الإدلاء بمثله على الملأ، مشيريْن في الوقت ذاته إلى حال التخبط التي تعيشها الحركة بعد أن انتقلت منذ أكثر من خمسة أعوام من حركة مقاومة خارج السلطة الفلسطينية إلى عامل قوي ومهم بل وأساسي في المنظومة السياسية الفلسطينية، وإلى قوة تحكم جزء من الشعب الفلسطيني.