الشارع الفلسطيني متفائل بتقدم المصالحة الفلسطينية إلى الأمام، ووصولها إلى ملف الانتخابات، برعاية مصرية شريفة، بين طرفيها الأساسيين «حماس» و «فتح»، لكن ماذا يحدث لو نجحت الجهات المعنية في إتمام أجواء الانتخابات المنتظرة بفارغ الصبر لكل أفراد الشعب الفلسطيني الذي ينتظر إنهاء الانقسام القائم منذ أكثر من خمس سنوات، وسقوط كل من مرشحي «حماس» و «فتح» ونجاح مرشحين مستقلين. لقد عاش الشعب الفلسطيني في حصار إسرائيلي لأكثر من خمس سنوات عجاف، لأنه شب يرفض الذل والركوع لغير الله تعالى، وهو حوصر أمام مسمع ومرأى كافة الدول العربية والإسلامية، التي لم تحرك ساكناً لفك الحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على شعب لا يسعى سوى لأن يكون كباقي دول العالم التي تعيش بأمن وأمان والتي لها حكومة وسيادة على أرضها وجوها وبحرها، بل استمرت دول عربية في تبرير الأفعال للعدو الإسرائيلي الذي يعد الفتى البكر للولايات المتحدة والذي تعتبره بدورها سيد الديموقراطية والسلام في الشرق الأوسط. إذا لم ينجح مرشحو «حماس» و «فتح» في الانتخابات فسيحاول الشعب الفلسطيني ايصال رسالة واضحة وصريحة الى الحركتين، وهي أنه يريد تجربة طرف ثالث ليدير شؤون البلاد السياسية والاقتصادية، ويسمح المجال لسياسيين مستقلين لم يظهروا على الساحة الفلسطينية في ظل وجود الحركتين على عرش الحكم، بإدارة شؤون الشعب الصابر المرابط.