طغى على المشهد السياسي والأمني في اليمن، مع حلول العام الجديد، تبادل الاتهامات بين أطراف حكومة «الوفاق الوطني» بمحاولة الانقلاب على التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وبعدم التزام تنفيذها في إطار الحكومة المشتركة، حيث هدد حزب «المؤتمر الشعبي العام» بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح بتعطيل الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في 21 شباط (فبراير) المقبل. واتهم الأمين العام المساعد لحزب «المؤتمر» ورئيس كتلته البرلمانية سلطان البركاني أحزاب «اللقاء المشترك» بالتسويف والتملص من تنفيذ بنود المبادرة، وقال في تصريحات صحافية انه لا يمكن المضي في إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة ما لم تلتزم أحزاب المعارضة تنفيذ المبادرة من دون اجتزاء. وكان «المؤتمر» اتهم أحزاب «المشترك» بالوقوف وراء استمرار الاحتجاجات والتظاهرات والمسيرات اليومية المطالبة بمحاكمة الرئيس صالح ورموز نظامه، وإشعال الفوضى في مؤسسات الدولة، والتحريض على الاعتصامات التي تدعو إلى الإطاحة بالمسؤولين الذين ينتمون إليه، بالإضافة إلى إشعال الفوضى في المحافظات. واتهمت أحزاب «المشترك» حزب صالح بالعمل لوضع عراقيل في طريق حكومة الوفاق، وممارسة أعمال تهدف إلى تعكير مسيرة «التوافق السياسي»، والاستمرار في قمع المتظاهرين، والتحريض على العنف، وتعطيل مهمات اللجنة العسكرية والأمنية في صنعاء وعدد من المحافظات. وكانت اللجنة العسكرية توقفت عن استكمال عملية إنهاء المظاهر المسلحة وإزالة المتاريس والحواجز الأسمنتية في حي الحصبة والشوارع المحيطة به، بعدما كانت أزالت النقاط والحواجز من الشارع العام الذي يربط شارع المطار بالحي قبل أيام. ورغم توقف اللجنة إلا أن مسؤولين فيها لم يحمّلوا طرفاً بعينه المسؤولية عن تعطيل عملها وأشادوا بتعاون مختلف الأطراف وتجاوبهم. وفي السياق نفسه، اتهم قائد قائد الفرقة الأولى المدرعة اللواء علي محسن الأحمر الرئيس صالح بالسعي إلى الانقلاب على التسوية السياسية الراهنة، ومحاولة جر من وصفه ب «الجيش الحر» إلى مواجهة مسلحة من خلال أعمال استفزازية تقوم بها قوات «الحرس الجمهوري» في منطقة الحصبة. وقال اللواء الأحمر في بيان إن صالح «أصدر أوامره إلى القوات الموالية له في الحرس الجمهوري والأمن المركزي بمواصلة التعزيزات العسكرية والتجنيد غير القانوني للآلاف في الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومسلسل الاغتيالات التي يقوم بها الأمن القومي لمنتسبي الأمن السياسي، بالإضافة إلى إصداره توجيهات لنجله العميد أحمد علي عبد الله صالح قائد قوات الحرس، ولأخيه غير الشقيق اللواء علي صالح الأحمر بتوزيع كميات مهولة من الأسلحة على بلاطجته». وأضاف البيان أن «كل هذه مؤشرات إلى أن هناك مخططاً يبيته صالح للانقلاب على المبادرة الخليجية وعلى جهود نقل السلطة»، داعياً دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي «إلى تحمل مسؤوليتهم الأخوية والإنسانية والعمل على ردع صالح وكبح جماح تصرفاته غير المسؤولة، والتي لو قدر لها أن تتم كما يخطط لها ستقود اليمن إلى حرب أهلية طاحنة قد تطال بسعيرها المنطقة وستؤثر حتماً على السلام والاستقرار الإقليميين ولن يسلم من تبعاتها المجتمع الدولي». على صعيد آخر، قال ضباط في الشرطة اليمنية انه تم العثور على جثة صحافي فرنسي من أصل جزائري في غرفته بالفندق في العاصمة صنعاء امس بعد أربعة أيام من اختفائه، وتبين انه خنق بواسطة سلك كهربائي. ووذكرت الشرطة أنها عثرت على بطاقة هوية لقناة «فرانس 24» التلفزيونية على الجثة إلا أن القناة اوضحت لاحقا ان الرجل لا يعمل لديها.