في أول تصريحات له حول نتائج مهمة المراقبين العرب إلى سورية، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس إنه «ما زال هناك إطلاق نار وقناصة» في المدن السورية، موضحاً انه رغم إطلاق معتقلين وسحب آليات، إلا أن القتل ما زال مستمراً، موضحاً انه ربما يتم عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الأسبوع المقبل لتقييم مهمة المراقبين العرب. يأتي ذلك فيما قالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أمس إن اشتباكات ما زالت تدور بين القوات النظامية ومنشقين في دوما بريف دمشق وجبل الزاوية في إدلب. وتحدثت التنسيقيات والهيئة عن مقتل 20 شخصاً برصاص قوات الأمن والجيش بمحافظات إدلب وحمص وريف دمشق. وأوضحت أن قتيلين لم تذكر أسميهما قضيا بمنطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب بينما قتل شخص بمدينة دوما بمحافظة ريف دمشق، وقضى اخر بمنطقة البياضة بمحافظة حمص. وكانت الهيئة أشارت إلى أن 13 شخصاً بينهم طفل قضوا برصاص الأمن السوري في اليوم الأول من العام الجديد في محافظات حمص وإدلب وحماة. ويواصل وفد المراقبين العرب زيارتهم في حماة وحمص وحلب وإدلب وريف دمشق. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية أن رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد الدابي سيصل إلى القاهرة نهاية الأسبوع الحالي لتقديم تقرير عن مهمة البعثة والوضع في سورية لعرضه على مجلس وزراء الخارجية العرب. وقال العربي في مؤتمر صحافي في مقر الجامعة امس إنه من المحتمل عقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب الأسبوع القادم، مضيفاً أن: «إحدى نتائج مهمة البعثة وغرفة العمليات التي تتابع أعمالها الإفراج عن 3484 معتقلاً لدى الحكومة السورية على أربع دفعات وسيتم الإفراج عن عدد آخر قريباً، إضافة إلى سحب الدبابات والآليات من المدن والأحياء، في حين أفادت المعلومات باستمرار وجود قناصة على أسطح المباني واستمرار أعمال القتل». ودافع العربي عن مهمة بعثة الجامعة، قائلاًَ: إن الكثير من الآراء التي تنتقدها هي آراء قيمة ولكن البعض يقول آراء غير مدروسة. وأوضح أن مهمة البعثة «صعبة للغاية» وأن بعثات الأممالمتحدة بما لديها من خبرة تعمل في وجود قوات حفظ سلام ومع ذلك تقع خروق، لافتاً إلى أن وفد المقدمة للبعثة الذي ضم عشرة أشخاص سافر بعد يومين فقط من توقيع البروتوكول. وقال العربي: «استقبلنا وفداً من الاتحاد الأوروبي لديه خبرة مشابهة، وقالوا: لن تستطيع إرسال البعثة قبل ثلاثة أسابيع. ولكن بعد أيام عدة من توقيع البروتوكول توجه رئيس البعثة الفريق محمد الدابي إلى سورية. وحالياً لدينا مراقبون في ست مدن نفذوا 26 مهمة، وهناك 70 مراقباً، وسينضم إليهم 30 مراقباً خلال أيام». وأوضح «المراقبون لديهم مهمة محددة سواء في الخطة العربية أو البروتوكول، هي وقف كل أعمال العنف، والتأكد من عدم تعرض أجهزة الأمن للمظاهرات السلمية، والإفراج عن المعتقلين، وسحب المظاهر المسلحة من المدن، والتحقق من السماح لوسائل الإعلام من العمل بحرية». واعتبر: «أن هذه أمور صعبة لا يمكن أن تتم في يوم واحد»، مناشداً الحكومة السورية الالتزام الكامل بما تعهدت به. وقال إن «الإيجابيات التي حققتها البعثة، هي سحب الدبابات والمدافع خارج المدن والأحياء السكنية، وفي حمص تم إدخال مواد غذائية، وتم استخراج جثث». وطالب المعارضة بتقديم أسماء للمعتقلين، مشيراً إلى أن المعارضة قدمت بعض القوائم. وقال إن البعثة موجودة حالياً في حماة وحمص وإدلب وحلب، ودمشق، وريف دمشق، وتواصل الفرق مهماتها وفقاً للخطة المرسومة لها، وغرفة العمليات تتابع ما يحدث على مدار 24 ساعة. وأضاف أن البعثة في المرحلة الأولى وليس لديها سيارات كافية، وفي المراحل التالية ستزيد من عملها، موضحاً أن البعثة هي التي تحدد أين سنذهب، وينسقون مع الجانب السوري، ولها حرية كاملة في الاتصال مع الجميع، في حين أن المراقبين لابد أن يأخذوا معهم شخص سوري خلال عملية الانتقال كدليل. وأوضح «أن رئيس البعثة سيقدم تقريراً أولياً خلال الأيام القليلة المقبلة، وحالياً يرسل بلاغات أولية، ولكن ننتظر تقييماً حقيقياً لرئيس البعثة»، مشدداً على أن بعثة المراقبين تحتاج مساعدة من المعارضة السورية. وقال إن «الدابي أبلغني أن الشعب السوري يرحب بهم في كل مكان، ولكنهم يريدون معلومات، لأنهم لا يستطيعون أن يعرفوا كل ما يحدث في كل مدينة، إلا من الشعب، والمعارضة والهيئات التنسيقية». وحول تقييمه للوضع ومدى نجاح مهمة البعثة، قال العربي «لا شك في أن هناك أعمال قتل وأي قتل لإنسان واحد أمر غير مقبول... فالمهمة فلسفتها توفير الحماية للمواطنين العزل، ومقتل شخص واحد يعني أن المهمة لم تكتمل». وحول مطالبة رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي بسحب المراقبين، قال العربي: «من حقه أن يصرح بذلك، وأنا سعيد بهذا التصريح وسيبحث الأمر في اجتماع وزراء الخارجية». وحول الخلافات داخل المعارضة السورية في شأن وثيقة التحالف، قال العربي: «كان من المفروض أن تقدم الوثيقة أمس، ولكن كان هناك اختلاف عليها، وهذا موضوع يخص المعارضة». وأضاف أنه طبقاً لخطة العمل العربية عندما تهدأ الأوضاع في سورية، سندعو إلى اجتماع تحضيري للمعارضة ثم مع الحكومة لبحث مستقبل سورية. وكان العربي تسلم رسالة خطية من عضو المجلس الوطني السوري خالد كمال تضمنت ملفاً كاملاً يشمل اعتراضات من أغلب التنسيقيات في شأن ما جاء في الوثيقة السياسية بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق التي قدمت إلى الجامعة. وتضمن الملف الذي اطلعت عليه «الحياة» اعتراض 110 أعضاء في المجلس الوطني على الوثيقة واعتراض الكتلة الكردية في المجلس وكتلة الإخوان المسلمين والتيار الوطني السوري والمجلس الأعلى لقيادة الثورة والهيئة العامة للثورة السورية وإعلان دمشق ممثلاً في رئيسه سمير نشار وائتلاف مؤتمر بروكسيل وغيرهم. وفي ما يتعلق بالسماح لوسائل الإعلام لممارسة عملها في سورية، قال العربي إن دمشق أبلغت الجامعة أنها لا تريد العمل لثلاث محطات وأنهم أعطوا إذناً ل130 وسيلة إعلامية.