كشف قيادي في التيار الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ل«الحياة» عن أن القوات الأميركية التي تحتل العراق نقلت معتقلاً سعودي الجنسية إلى «جهة غير معلومة»، بعد قيامها بتسليم المعتقلين العراقيين والأجانب كافة إلى السلطات العراقية. وقال القيادي الصدري الشيخ غدير اللامي المعتقل في سجن التاجي إنه يعتقد بأن السلطات العراقية لا تعلم شيئاً عن المعتقل السعودي ومعتقلين تونسيين رفض الأميركيون تسليمهم إلى العراقيين. ورجح أنهم من القياديين في تنظيم «القاعدة» الدولي. وعلى رغم تحفظ الجهات الحكومية العراقية عن الإدلاء بمعلومات عن أعداد السجناء العرب، إلا أن الناطق باسم وزارة العدل حيدر السعدي، قدَّر عددهم ب200 سجين من أصل 25 ألفاً، يتولى حراستهم 18 ألف رجل أمن. وأضاف السعدي ل«الحياة» أن «المعلومات المتوافرة لدى وزارته عن السجناء العرب والأجانب قليلة جداً، لكنهم موجودون في سجون مركزية، ويعامَلون مثل السجناء العراقيين، ولديهم الخيار في البقاء مع أقرانهم من العرب أو مع سجناء عراقيين». وأكد مصدر في القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ل«الحياة» أن «السجناء العرب والأجانب من أكثر الملفات سرية، وهناك أشخاص محددون يملكون معلومات عنهم، وهناك تعليمات تقضي بعدم الإبقاء عليهم في سجن واحد لمدة طويلة، بل هم في تنقل مستمر كإجراء وقائي لعدم محاولة تهريبهم». وأضاف المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه أن «القضايا التي يواجهونها تتعلق بالإرهاب». «الحياة» تمكنت من تأمين اتصال مع أحد السجناء داخل سجن التاجي ويدعى الشيخ غدير اللامي، وهو أحد قياديي التيار الصدري تم تسليمه مع الدفعة الأخيرة من الجهات الأميركية إلى الجانب العراقي. وقال غدير إن «كل المعتقلين لدى الجانب الأميركي سُلموا إلى جهات عراقية عدا ثلاثة من العرب، اثنان يحملان الجنسية التونسية والآخر سعودي، وخلال التسليم تم نقلهم إلى جهة غير معلومة». وتابع: «لا أعتقد بأن الجهات العراقية تعلم أي شيء عن هؤلاء الثلاثة، ولا نعلم سبب تحفظ الأميركيين عنهم سوى أنهم من قياديي تنظيم القاعدة الدولي».