نفى تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الأنباء التي اشارت الى فرار أحد قادة مليشيا «جيش المهدي» من المعتقل اثناء عملية نقل سجناء من سجن التاجي الى الكرخ في بغداد. وكانت مصادر في وزارة العدل اعلنت أمس اختفاء ثلاثة معتقلين، على الاقل، من أصل 182 معتقلاً اثناء نقلهم من سجن التاجي إلى سجن الكرخ المركزي بينهم المعتقل سعد سوار وهو أحد القادة البارزين في «جيش المهدي». واوضح القيادي في «كتلة الاحرار» التابعة للتيار الصدري جواد الحسناوي في تصريح الى «الحياة» ان «المعتقل سعد سوار وهو أحد قادة المقاومة الاسلامية الذي اعتقلته القوات الاميركية منذ عام 2006 ، استدعته هذه القوات مرة ثانية للتحقيق معه بعدما سلمته الى السلطات العراقية خلال عمليات نقل معتقلي السجون الاميركية الى العراقيين». واضاف ان استدعاء سوار «جاء في كتاب رسمي صدر من القوات الاميركية الى وزارة العدل وهذا الكتاب موثق لدى الاخيرة وعلى خلفية ذلك تم تسليمه تحت حراسة مشددة. وهذا الامر تم خلال عملية نقل معتقلي سجن التاجي الى سجن الكرخ المركزي». وتابع ان «ما يروّج عن هروب سعد سوار من المعتقل غير صحيح، إذ انه يحظى بحراسة مشددة وعملية استدعائه الآن تثير استغرابنا فقد مضى على اعتقاله اكثر من خمس سنوات فلماذا تم تسليمه الى السلطات العراقية ومن ثم اعادته مرة اخرى الى القوات الاميركية». وطالب «الجهات المسؤولة بتوضيح الامر وبيان اسباب اعادة المعتقل الى الاميركيين في هذا التوقيت الحرج». إلى ذلك، اكد وكيل وزارة العدل لشؤون المعتقلين ابراهيم بوشو في اتصال مع «الحياة» انه اشرف في شكل مباشر على عملية نقل السجناء من «سجن التاجي الى سجن الكرخ المركزي، وقد تمت العملية من دون مشاكل او خروقات». ولفت الى ان «عملية النقل بدأت بعد ظهر الخميس وانتهت عند العاشرة مساء اليوم نفسه وجاءت لضمان أمن المعتقلين فسجن التاجي (شمال بغداد) قابل للاختراق بسبب طبيعته الجغرافية ولكونه يقع في منطقة مفتوحة على ملاذات مجموعات مسلحة». وعن عدد المعتقلين الذين نقلوا قال: « لا توجد لدي احصاءات دقيقة فعملية النقل تمت في ساعات متأخرة وهذا الامر منع اطلاعنا على الكشوفات الخاصة بهم «. وعن فرار بعض السجناء قال: «لا صحة لذلك فلم تسجل أي حالة هرب خلال عملية نقل النزلاء الى سجن آخر». واستدرك ان «عملية النقل تمت تحت حراسة مشددة وبالتعاون مع لواء الرد السريع لضمان السيطرة على زمام الامور في شكل محكم « وذكر شهود من سكان التاجي ل»الحياة» ان «اشتباكات جرت بين القوات الامنية التي تؤمن موكب حافلات نقل السجناء وجماعات مسلحة بالقرب من السيطرة الاولى باتجاه بوابة بغداد». لكن مصدراً في وزارة العدل اكد ل»الحياة» ان «الاشتباكات جرت بين قوات الرد السريع وبعض الجماعات المسلحة التي حاولت تهريب بعض قادتها القابعة في السجن منذ سنوات». ولفت الى ان «النزلاء وعددهم 288 نقلوا الى سجن الكرخ المركزي وهم من جهات مختلفة، بينهم بعض قادة القاعدة الخطرين جداً فضلاً عن عناصر وقادة من جيش المهدي الى جانب عناصر من فصائل ثورة العشرين». في سياق متصل، علمت «الحياة» من مصادر حكومية مطلعة ان القائد العام للقوات المسلحة كان أوعز الى القادة العسكريين للاستنفار، تحسباً لوقوع هجمات مسلحة تنفذها بعض سرايا «جيش المهدي»، على خلفية الاشتباكات التي جرت مساء الخميس في منطقة الكرادة وسط بغداد بين عناصر حماية اللواء حسن كوكس وعناصر حماية المكتب المركزي التابع لتيار الصدر إثر مشادة كلامية نشبت بين الطرفين. واضاف المصدر ان «الاشتباكات أسفرت عن مقتل أحد عناصر حماية اللواء كوكس واصابة اثنين، فيما أصيب أربعة من عناصر حماية مكتب كتلة الصدر».