جاءت اللحظة المناسبة لتقديم التهاني للإخوة في الإمارات، خاصة إمارتي أبوظبي والفجيرة. الأخبار تقول إنهم على وشك إنجاز أنبوب لتصدير النفط يتجاوز مضيق هرمز الذي يشكو تهديدات إيرانية مستمرة. الأنبوب الظبياني ينتهي في ميناء الفجيرة إلى فسحة بحر عمان، والميناء يوصف بعد تطويره بأنه الأعمق، وقادر على استقبال ناقلات نفط بأوزان 180 طناً، وبأعماق ناقلات تصل إلى 18 متراً، ويتوقع أن يتم تصدير مليون برميل نفط يومياً تتطور إلى 2 مليون. حتى الآن لم يدشن الخط رسمياً، إنما التفكير الإستراتيجي بعيد النظر يستحق التهنئة، وينزع ورقة ضغط من إيران خامنئي ونجاد تلوِّح بها دائماً. كان وزراء النفط في مجلس التعاون لدول الخليج العربي قبل نحو خمس سنوات قد استبعدوا فكرة مد خط للنفط بديل في حالة إغلاق مضيق هرمز. الاستبعاد تم بعد دراسة خلصت إلى «عدم الجدوى»! انظر إلى الجدوى الآن!!! بعد التهديد الجديد من قائد القوات البحرية الإيرانية.... استطاعت تركيا نزع ورقة فلسطين من اليد الإيرانية، استخدم اردوغان الأسلوب الإيراني مع ميزة علاقات قائمة -تركية إسرائيلية- ومصالح خاطر بها لتصل إلى حافة القطيعة، وكانت النتيجة ملاحظة انكفاء التصريحات الإيرانية التي تستخدم القضية الفلسطينية لإلهاب عواطف الجماهير العربية وسحبها من دائرة تأثير طهران. استثمرت إيران فراغاً أحدثه الرهان العربي الخاسر على السياسة الأميركية، المنحازة أساساً لاسرائيل والقائمة على المفاوضات لأجل المفاوضات ولجنة رباعية مضحكة، كما استثمرت (أنقرة) خطأ السياسة العربية تجاه غزة وفوز حماس في الانتخابات دون تمكين من السلطة. بعد الحضور التركي لم يعد أحمدي نجاد يجد فرصة لاستغلال عواطف العرب تجاه «قضية العرب المركزية»، إلا أن تركيا أردوغان تدفع الثمن. أعيد فتح ملف إبادة الأرمن فرنسياً، ولم تبدد إسرائيل الفرصة، حيث ناقش الكنيست مشروع قانون لتجريم «إنكار إبادة الأرمن»، واعتماد يوم في السنة للتذكير ب «مجازر الأرمن». أمام رئيس الوزراء التركي فرصة ثمينة يعيد فيها الصفعة لإسرائيل ولساركوزي، فلو تبنى مشروع قانون «تركي..عربي.. إسلامي»، لتجريم إنكار إبادة إسرائيل للفلسطينيين وتهجيرهم واستلاب أراضيهم ومقدسات المسلمين والمسيحيين، لحقق الكثير، وإذا ما تحقق ذلك، فإن تركيا ستعود للواجهة بصورة اقوى من السابق، ويمكن استثمار «منظمة التعاون الإسلامي» لتعظيم أثر الصفعة. www.asuwayed.com twitter | @asuwayed