أطلقت إيران أمس، صاروخاً جديداً متوسط المدى «مضاداً للرادار»، معتبرة أن مضيق هرمز الحيوي لنقل النفط، يشكل «جزءاً لا يتجزأ» من خطها الدفاعي. وأعلنت إيران نجاحها في «صنع واختبار» أول نموذج لقضيب وقود نووي يحتوي يورانيوم طبيعياً، ستستخدمه لتشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية، كما قلّلت من أهمية تشديد الولاياتالمتحدة عقوباتها على المصرف المركزي الإيراني. لكن الريال الإيراني سجل تراجعاً قياسياً جديداً أمام الدولار، بعد تشديد واشنطن عقوباتها. وعشية اختتام مناورات «الولاية 90» شرق مضيق هرمز اليوم، أشار الأميرال محمود موسوي، نائب قائد البحرية الإيرانية، إلى «تجربة أولى وناجحة لإطلاق صاروخ متوسط المدى أرض - جو من طراز محراب، مزود بأحدث التكنولوجيات المضادة للرادارات، والقادر على ضرب أهداف لا ترصدها الرادارات والأنظمة الذكية». وأعلن موسوي أن المناورات تُختتم اليوم، بتدريب لاختبار قدرة البحرية على إغلاق المضيق، قائلاً: «معظم وحداتنا البحرية ستتمركز في تشكيل تكتيكي جديد، يستهدف جعل مرور أي سفينة في هرمز مستحيلاً، إذا قررت إيران ذلك». يأتي إعلان طهران عن اختبار هذا الصاروخ، قبل تدشين حلف شمال الأطلسي راداراً في تركيا، في إطار درع صاروخية أميركية لمواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية. واعتبر الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، أن «مضيق هرمز جزء لا يتجزأ من الجغرافيا الدفاعية لإيران، وسنتعامل مع هذا الموقع وفق الظروف». وقال: «سنفعل كل ما نراه مناسباً للحفاظ على مصالحنا، وسنردّ بتهديد، على كل تهديد، وهذا الموضوع لا يتعلق بأي فترة زمنية ولا يقتصر على أي منطقة». يأتي تصريح سلامي بعد قول الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، إن إغلاق طهران مضيق هرمز، إذا فُرض حظر على صادراتها النفطية، «مسألة تعود إلى خمس سنوات مضت، والنقاش في إيران الآن يشمل خططاً تتضمن جوانب جديدة، نفضّل الامتناع عن الحديث عنها الآن». في غضون ذلك، أعلنت «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» أن علماءها «نفذوا بنجاح تجربة على أول قضيب وقود نووي يحتوي يورانيوم طبيعياً يُنتج من مخزون في البلاد»، مشيرة إلى أن «القضيب وُضع داخل قلب مفاعل طهران للبحوث الطبية، لدرس مدى كفاءته في العمل». إلى ذلك، وقّع الرئيس الأميركي باراك أوباما قانوناً يفرض عقوبات جديدة على المؤسسات المالية التي تتعامل مع المصرف المركزي الإيراني، إذ تطالب الشركات بالاختيار بين التعامل مع القطاع المالي والمصرف المركزي الإيرانيين، في قطاع النفط، أو القطاع الاقتصادي والمالي الأميركي. لكن القانون يتيح بعض الاستثناءات، لتجنّب أي اضطراب في سوق النفط، والإضرار بعلاقات الولاياتالمتحدة مع دول أخرى. وعلّق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على ذلك، معتبراً أن المصرف المركزي الإيراني «العمود الفقري في مواجهة البلاد ضغوط الأعداء، ويجب أن يكون صلباً لإحباط خططهم، بقوة وحزم وثقة بالنفس». وقال لمجلس حكام المصرف: «علينا حماية الشعب والأمة، ضد خطط الأعداء، حتى لا يتعرض الناس لضغوط». ونفى وجود «مشكلة تواجه القطاع الاقتصادي». لكن الريال الإيراني سجّل تراجعاً قياسياً جديداً، إذ انخفض سعر صرفه إلى نحو 16 ألفاً للدولار. وفي جدة قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي أمس، رداً على سؤال تناول التوتر في المنطقة على خلفية أزمة هرمز، «إن المنظمة ترفض التدخل العسكري الأجنبي، مؤكداً أن هذا النوع من التدخلات العسكرية سيحول المنطقة إلى خراب» مستشهداً بما جرى في كل من العراق وأفغانستان والصومال.