مع بدء تشديد إجراءات الأمن أمس للرحلات الدولية المتجهة إلى الولاياتالمتحدة عبر مطارات أوروبية وشرق أوسطية، أعلنت وزارة الأمن القومي الأميركية، أن التعزيزات تستهدف الهواتف الخليوية غير المشحونة بالكهرباء التي يتعذر تشغيلها، وأجهزة الكومبيوتر النقالة. وأفادت الوكالة الأميركية للنقل الجوي بأن «المسؤولين الأمنيين يدققون في كل المعدات الإلكترونية، وخلال التفتيش يمكن أن يطالبوا أصحابها بتشغيلها، وبينها الهواتف النقالة». وأضافت أن «الآلات غير المشحونة لن تقبل على متن الطائرات، وقد يخضع المسافر لتفتيش إضافي». وابلغ مصدر مقرب من الملف محطة «أن بي سي» أن السلطات الأميركية تخشى استخدام تنظيم «القاعدة» أجهزة كومبيوتر نقالة وأجهزة لوحية وهواتف خليوية ومعدات أخرى إلكترونية كعبوات. وأكد وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون، أن الإجراءات الجديدة ستطبق «خلال أيام»، من دون تسمية مطارات محددة، لكن مسؤولاً في الوزارة قال إن «هذه المطارات في الشرق الأوسط وأوروبا». كما طلبت دائرة الأمن الداخلي الأميركية التي تشمل الوكالة الأميركية للنقل الجوي (تضم سلطات المطارات والسلطات الجوية العاملة في أوروبا وغيرها)، مواصلة التدقيق في أحذية الركاب المتجهين إلى الولاياتالمتحدة، وزيادة عمليات التفتيش لأمتعة الركاب باستخدام آلات الكشف. والتهديد الذي لم يحدد يُحيط الآن بالمطارات التي يسافر عبرها الركاب إلى الولاياتالمتحدة، وهو تهديد «مختلف وأكثر إثارة للقلق من ذلك الذي استهدف شركات النقل الجوي سابقاً»، وفق وزارة الأمن الداخلي الأميركية. ويأتي تشديد الإجراءات وسط تفاقم انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، وإحالة المشبوه الأول في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي أحمد أبو ختالة على القضاء الأميركي. كما تواجه المصالح الأميركية تهديدات جديدة من «الجهاديين»، وسط الفوضى السائدة في العراق وسورية. وعلم المسؤولون الأميركيون أن «تنظيم جبهة النصرة ومتطرفين من مجموعات أخرى يتواصلون مع تنظيم القاعدة في اليمن لتطوير تقنيات حديثة تشبه تلك التي استخدِمت عام 2009 في ملابس داخلية للانتحاري عمر فاروق عبد المطلب لتفجير طائرة اتجهت إلى ديترويت، وجرى إحباطها. وتشتبه الاستخبارات الأميركية بأن الهدف قد يكون طائرات متجهة إلى أوروبا أو الولاياتالمتحدة، على متنها مقاتلون أجانب من سورية، بعضهم قد يحمل جواز سفر أوروبياً أو أميركياً.