أثار خبر بيع تمثال «الكاتب المصري» الشهير موجة عارمة من الغضب في أوساط الأثريين وعلماء المصريات في مختلف أنحاء العالم، إذ عمد مجلس الفنون في مدينة نورثهامبتون الإنكليزية إلى بيع التمثال الأثري لدار كريستيز الشهيرة للمزادات، والتي قدرت القيمة المبدئية له ما بين 4 ملايين و6 ملايين استرليني، في أول واقعة اعتبرها الأثريون مخلة بالشرف الأثري وأخلاقيات العمل المتحفي المعمول به في العالم. تسبب هذا الخبر بصدمة بين المؤرخين في المدينة، وعلماء المصريات، وأثريين من مختلف الجنسيات، ما قادهم إلى تبني حملة لمنع بيع التمثال الذي كان معروضاً في متحف نورثهامبتون، وهي ليست في الواقع المرة الأولى فقد استطاع سكان مدينة نورثهامبتون البريطانية وقف بيع التمثال في عام 2012. وأنشأ أصدقاء متحف «نورثهامبتون» مدونة عرضوا فيها أسباب رفضهم لبيع التمثال إلى جانب معلومات عن تاريخه، وطالبوا الناس بتوقيع عريضة رفض البيع. وخاطبت وزارة الآثار المصرية وزارة الخارجية المصرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتنسيق مع السفارة المصرية في لندن، بهدف وقف بيع التمثال الذي سيتم الخميس وفق ما أعلنته دار كريستيز، إلا أن هذه الخطوات تبدو هشة في ظل علم البائع والمشتري أن التمثال ليس مسجلاً في قائمة الآثار المصرية، وبالتالي تصعب إعادته. ويعود تمثال سخم كا (Sekhemka) البالغ من العمر 4400 سنة، إلى الأسرة الخامسة في العصر الفرعوني. وهو مصنوع من الحجر الجيري المستخرج من محاجر طره في مصر السفلى، ويبلغ ارتفاعه 75 سنتيمتراً وعرضه 29.5 سنتيمتر. ويُظهر الكاتب المصري الشهير في وضعية الجلوس الفرعونية ممسكاً بكلتا يديه بُرديّة مبسوطة على رجليه بثبات تام مكتوب فيها قرابين قدمت للإله وتشمل الخبز والعطور وزيت الأرز والملابس الكتان. ويظهر الكاتب وهو يضع شعراً مستعاراً، كما كان المعتاد لذوي المكانة العالية في مصر القديمة. كما تظهر عند قدمي سخم كا زوجته سيت ميريت بحجم صغير وهي تحتضن قدمه، وقد لون فستانها بلون أكسيدي أرزق غامق، ووضعت سواراً منقوشاً على ذراعها اليمنى وخلخالاً في ساقها اليسرى. وظهر في التمثال نحت غائر لأشخاص يحملون قرابين الآلهة. ويؤكد المؤرخون أن الكاتب المصري حصل عليه سبنسر كومبتون، مركيز نورثهامبتون، خلال زيارة قام بها لمصر عام 1850، حين عثر على التمثال قرب منطقة سقارة التي تكتظ بالمقابر الفرعونية. وعلى رغم تبرع عائلة كومبتون بالتمثال للمتحف قبل مئة سنة تقريباً، جرى اتفاق على بيع التمثال في دار كريستيز وأن تحصل العائلة على 45 في المئة من ثمنه، في حين يحصل مجلس الفنون في المدينة على 55 في المئة لاستثمار الأموال في تعزيز الثقافة، كما قال ديفيد ماكنتوش الذي قاد المفاوضات بين المجلس وعائلة كومبتون.