ثانية واحدة فقط فصلت عام 2012 عن العام الذي سبقه، العرافون والعرافات في دجلهم وتوقعاتهم احتفلوا بذلك لكنهم لم يتطرقوا لعظمته، بل ركزوا على أن عام 2011 عام الفصل الواحد، أي الربيع، إذاً دعوني وأنا لست «الألوسي»، أو «ماغي فرح» ولا حتى «مايك فغالي»، أن استشرف لكم أحداث العام الجديد وفصوله، فأنا شخصياً، وبحسب النجوم، أرى أن العام الجديد سيكون 365 يوماً، وسيتخلله على معظم الكرة الأرضية أربعة فصول،، تفيد النجوم أن «الغنوشي» يؤذن في «وول ستريت»، و«القرضاوي» يصلي الجمعة في برج «إيفل» أمام جمع غفير من المتظاهرين، ويتصادم مع البابا بنديكتوس ال16، الذي يرى في هذا التحرك تهديداً للكنيسة الكاثوليكية وإرثها التاريخي ومناطق نفوذها، فيصاب بنديكتوس بجلطة ويموت. في الخليج العربي تطلق إيران أسطولها البحري المكون من 300 قطعة من طراز «جت سكي» لإغلاق مضيق هرمز، إثر فرض عقوبات إضافية عليها، فيتم ضبطهم من حرس الحدود لقيامهم بتجاوز المياه الإقليمية، وممارسة الصيد في مناطق محظورة. قناة «سبيس تون» تستحوذ على قناة «العالم»، وتحول ضيوفهم إلى شخصيات كرتونية محببة للأطفال، في العراق تتم الإطاحة بالمالكي، ويعود لمهنته الأصلية، «بيع المسابح». جمعية الوفاق البحرينية المعارضة تعتزل العمل السياسي، وتتفرغ للنشاط الرياضي وتؤسس فريقاً لكرة القدم، يصل إلى الدور ربع النهائي للبطولة الآسيوية ويتم إقصاؤه بعد اعتداء لاعبيه على الحكم. «ريكارد» يعلن إسلامه ويلغى الحصص التدريبية للمنتخب، ويستعيض عنها بالدعاء، بعد أن أصابه اليأس من التأهل لنهائيات كأس العالم. في سورية يخرج وفد جامعة الدول العربية في تسجيلات متلفزة على القناة السورية وقناة دنيا، ويعترفون بأنهم أرسلوا بهدف ضرب محور المقاومة، وأن مؤامرة صهيوأميركية تستهدف سورية ونظامها صاحب المواقف العروبية المشرفة، هي من دفع لتشكل الوفد وكتابة تقارير تستهدف سورية المقاومة، فيخرج «بوتين» على الفور بتصريح صحافي على إثر ذلك، عنوانه: «ما قلت لكم». «حسن نصر الله» يتجه إلى التمثيل، و«قرداحي» يقدم برنامجاً جديداً عنوانه: «من سيربح المزيون». عايض القرني «يلطش» فكرة الزميل العزيز تركي الدخيل، ويؤلف كتاباً أبيض، لكن وزارة الثقافة والإعلام تقف له بالمرصاد، وتحذف بعض الفقرات المأخوذة نصاً. تتواتر الإشاعات عن نهاية العالم في منتصف العام، وتعلن الحكومات حال الطوارئ القصوى تحسباً لتحذيرات توصل لها الغرب، ويتجه الناس للمبيت في الخنادق، وتخلو الشوارع من المارة قبل اكتشاف أن التحذير الغربي أطلقه رجل ستتركه «القيرل فريند» في منتصف هذا العام لتعقد قرانها على آخر، وهو أمر مؤلم بالنسبة له، ويشكل نهاية العالم بالنسبة له. فتعم الفرحة أرجاء الكون ويضحك الجميع. ينهار الاتحاد الأوروبي وتتحول أوروبا إلى دويلات مشرذمة تعمها الفوضى والفقر المدقع ثم توفد دول مجلس التعاون خبراءها للأخذ بيد تلك الدول وتدريبهم على مفهوم الوحدة وسبل الحفاظ عليها، وتخرج إيران بادعاءات أن جهود دول المجلس تستهدف أمنها. يشهد هذا العام ولادة جمهورية مصر الإسلامية، وينشط فيها افتتاح مراكز للدعوة والإرشاد، وتتسارع وتيرة الزيارات والوفود بين مصر والسعودية للاستفادة من تجربة الأخيرة في مجال «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، ما يدفع إلى تعميم تجربتها لتتجاوز مصر وتصل إلى دول الاتحاد الأوروبي المنهار. تتعاظم قيمة الريال بعد نجاح هيئة مكافحة الفساد في دفع الالتزامات التي ترتبت عليها للصحف جراء نشر إعلانات توعية. أخيراً، يتم استحداث دورة رياضية لفريق النصر لا يشاركه فيها أحد على أمل أن يفوز ويحقق حلم جماهيره، لكنه على رغم ذلك يحل في المركز الثاني. ملاحظة: «الأسماء الواردة في المقالة من وحي الخيال، ولا تمت للواقع بصلة». [email protected] twitter | @Saud_alrayes