كادت الساعات الأخيرة من السنة تحمل كارثة لروسيا، إذ تعرضت غواصة نووية استراتيجية من طراز «كاي 84 ايكاترينبورغ» لحريق، غداة سقوط مقاتلة من طراز «سوخوي» نجا طياراها بأعجوبة. تزامن ذلك مع اعلان السلطات انها ستعاقب مسؤولين امنيين في مواقع حساسة، بعدما نشر مدونون عشرات الصور لصواريخ، التقطوها داخل مصنع قرب موسكو نجحوا في التسلل اليه. وقللت السلطات من اضرار الحريق الذي نشب على منصة استخدمت في عمليات صيانة «خارجية» للغواصة، «إذ جرت السيطرة على النار قبل تمددها الى الداخل او حصول تسرب نووي، وانحصر الضحايا في تسعة جرحى أصيبوا بتسمم نتج من تنشقهم ثاني اوكسيد الكربون خلال مكافحتهم النار». لكن تدابير مشددة اتخذت في ميناء قاعدة سفيرومورسك (شمال) التابعة للجيش والمعزولة عن وسائل الإعلام. ولم يستبعد مصدر عسكري استغناء القيادة العسكرية عن الغواصة التي تملك روسيا ستة نماذج منها فقط، بسبب صعوبة اصلاحها الذي يحتاج الى شهور، ورصد موازنة مالية كبيرة. كذلك، أكدت السلطات نجاة طيارين كانا على متن طائرة «سوخوي» اشتعلت خلال هبوطها في مطار عسكري قرب مدينة فولغاغراد (وسط). وتزامن الحادثان مع جدل حول فاعلية التدابير الأمنية في المنشآت والمواقع الحساسة، وتوجيه انتقادات الى حال الإهمال السائدة فيها، اثر نشر مدونين صوراً التقطت داخل مصنع لإنتاج محركات لصواريخ بعيدة المدى، تابع لوكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس». وتعهد نائب رئيس الوزراء لشؤون الصناعات العسكرية ديمتري روغوزين تدابير حازمة لمواجهة الخروق في مواقع الوكالة، وأمهل المسؤولين شهراً لتقديم اقتراحات لتعزيز التدابير الأمنية. وقال: «لن نتهاون مع مسؤولي الأمن الذين يؤدون مهماتهم كقطط نائمة، كما سنعاقب بشدة الفئران الوقحة التي دخلت إلى موقع استراتيجي حاملة كاميرات». واعلن ان معايير موحدة ستُعتمد لضمان امن المواقع الاستراتيجية، مؤكداً أن مسألة تسلل «غرباء» ستخضع لتحقيق شامل وعقوبات رادعة «لذا لا انصح احداً بالتوغل الى المواقع الاستراتيجية».