أقام وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ظهر أمس، حفلة غداء تكريماً للمشاركين والمدعوين في ملتقى المثقفين السعوديين الثاني، في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وتلا الغداء عرض لفرقة الفنون الشعبية «العرضة السعودية» ثم شاهد الحضور الفيلم السينمائي «ظلال الصمت».حضر حفلة الغداء نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، وعدد كبير من المثقفين السعوديين المشاركين في الملتقى. من جهة أخرى، تصلح تصلح فكرة فيلم «ظلال الصمت» للتعميم على دول المنطقة العربية كافة، فالفيلم لا يعبر عن الواقع السعودي، مقدار ما يلامس القضية نفسها وكأنها قضية عربية بامتياز. فعلاقة الفرد والسلطة، التي تتميز بالاستبداد هي خصوصية عربية. فالفرد العربي يعاني بالتأكيد من هيمنة كل ما له علاقة بالسلطة. يبدأ الفيلم بدهم أحد الأحياء الشعبية الفقيرة، ويقتاد رجال الأمن مواطناً بسيطاً كان قد نقل تلفازه وسط الهرج والمرج من منزله ووضعه على أحد الأرصفة، وحينما عاد ليجلب الريموت كنترول كان رجال الأمن قد اقتادوه، وقيّدوه، وطرحوه أرضاً، ثم غيبوه كما يغيّب الآلاف من الرجال لأسباب سياسية غامضة. والغريب، كما يقول الكاتب عدنان حسين أحمد في مقالة مهمة عن الفيلم، «أن السلطة العربية المُستبدة قد أوهمت الناس بأنها أنشأت «معهداً» منعزلاً، ومنزوياً في قلب الصحراء العربية، وادعت أنه مركز للعلاج بالتنويم المغناطيسي، والتأهيل من خلال تنمية القدرة على التحكم بالنفس، ولكنه في حقيقة الأمر «سجن ومحجر» للتخدير وغسيل الأدمغة لتدمير العقول والكفاءات العلمية والأدبية والفكرية... وكان هذا «المعهد» وسيلة حديثة في التعاطي مع المشكلات القديمة. والغريب أن هذه الكذبة الواضحة انطلت على بعض من الخبراء والعاملين في أروقة هذا «المحجر» بوصفه مكاناً لتطوير الأبحاث العلمية، في حين أن النزلاء هم من الشخصيات المعارضة لنظام الحكم، ففيهم المفكر، والباحث، والصحفي، والكاتب المشهور». اللافت أن هناك من رأى في الفيلم معالجة للعلاقة بين المثقف، وليس الفرد في شكل عام، وبين السلطة.