أكد استطلاع أجرته الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أن ضعف الوازع الديني يشكل عاملاً كبيراً في وقوع حالات العنف الأسري حيث يشكل نسبة 35%، فيما جاء تدخل العامل الاقتصادي بنسبة 30% ثم العامل الاجتماعي الذي رأى مستطلعون انه يبلغ 28% من حالات العنف الأسري فيما أدرجت 7% ضمن الاسباب الأخرى. والاستطلاع الذي شارك فيه نحو 1250شخصا يعد الأول من نوعه في البلاد، إذ لم تعمل جهات مختصة في شأن حقوق الإنسان على إجراء استطلاع يلفت النظر لمشكلة العنف الأسري الذي يعده مهتمون بالظاهرة متفشياً، بيد أنه محجوب عن الجهات التي ترصد انتهاكات في هذا الشأن. ويصنف خبراء في مجال حقوق الإنسان العنف الأسري لأصناف عدة، أهمها ما يسمى ب "الإيذاء الجسدي"، وهو أن يقوم المعتدي داخل الأسرة بإيذاء الضحية كأن يحرق جزءاً من الجسد أو يمارس الضرب الذي يعتبر شائعاً في حالات العنف الأسري. وعلمت "الرياض" أن معظم حالات العنف الأسري التي يتم التكتم عليها تمارس ضد الزوجات من قبل أزواجهن الذين يقومون بإيذائهن الجسدي، يلي ذلك الأطفال، إذ يستضعفهم الشخص الأكبر داخل الأسرة. إلى ذلك يترك العنف الأسري داخل الأسرة نقاط ضعف عدة يمكن أن تفككها أو أن توصل بعض أفرادها للانتحار، وبخاصة أن ضعف الوازع الديني لدى الضحية، يقوده لعدم التفكير في إيجاد حل يخرجه من مشكلته كأن يتجه للجهات المختصة، والتي يمكن أن تحل مشكلته عبر الأنظمة التي تؤكد على عدم ممارسة العنف بشكل عام. يشار إلى أن العنف الأسري يتسبب في أمراض نفسية تظهر في الأسر التي تعيش حالات من العنف الأسري المتكرر، خصوصا حين يشاهد الطفل والده يضرب أمه، إذ يشير المختصون النفسيون إلى أن السلوك العدواني الذي يشاهده الطفل ينعكس على سلوكه بشكل مباشر، ما يخلف لديه أمراضاً نفسية، منها القلق والرغبة في الانطواء، والاضطراب في السلوك الذي ينعكس على حياته.