أوضح الاختصاصي النفسي فيصل العجيان أن الأفعال التسلطية والانتهاكات المباشرة «تتعزز وتتكرر إذا تجاوب الضحية، أو المعنف، أي تعتمد على رد فعل المعنف، وذلك بحسب النظرية السلوكية»، مبيناً أنه «يمكن إكساب السلوك الانتهاكي والتسلطي، كسلوك سلبي، أو إلغاؤه واستبداله بسلوك آخر، عبر الاستجابة والتعزيز. وهذا يؤدي إلى تطبيقه واستمراره وممارسته وتكراره في المستقبل». وذكر العجيان أن هذه النظرية تعني أن «الانتهاك سلوك يتعلمه الإنسان، فالشخص يشعر بالقلق والتوتر إذا لم يسيطر ويضبط، أو يتحكم في سلوك الضحية، فيقوم بالانتهاك والتسلط والتعنيف، فيحقق التحكم والمقدرة على ضبط الأمور، فيشعر بالهدوء والسكينة. وهذا الإحساس يشكل داعماً لتكرار الانتهاك والتعنيف في المرات التالية. ومع الاستمرار في التعنيف؛ يتعلم الشخص سلوك الانتهاك والتعنيف كوسيلة لتخفيف الآثار المزعجة من العجز وعدم القدرة، فعند قرار الفرد بالامتناع عن التسلط والانتهاك؛ يشعر بالقلق والانزعاج الذي يخففه عبر الانتهاك». وأشار إلى أن بحث الموضوع يتم من خلال «المعالجة المعرفية للأفكار الخطأ التي تتملك المتسلط والمعنف، أو رب البيت في ضوء المدرسة النفسية المعرفية، وتسبب له الرغبة في العنف ومعالجة الأمور بالقوة والضرب أو الاحتقار، وللكشف عن هذه الأفكار أو تأويلات استجابات المعنف، سواءً كان طفلاً أم امرأة، من مثل العبارة «الأبناء لا ينفع معهم إلا الضرب»، ومن أمن العقاب أساء الأدب)، فهذه الأفكار تدعو لاستجابات العنف لدى بعض الآباء، وجود أفكار كهذه تدفع بهم نحو القيام بالعنف، وتحديد هذه الأفكار ضروري ومفيد في التعامل مع المرحلة العلاجية المبنية على الفهم المحدد لنمط المعالجات المعرفية للمتسلطين». وأكد العجيان أهمية الإيمان بأهمية «الحلول الديموقراطية والحوار الأسري لحل المشكلات والخلافات بين الزوجين والأبناء، فالحوار والشفافية هو الوسيلة الأنجع لحياة أسرية هادئة وناجحة. كما ينبغي إبعاده عن جو العنف، وعن الشخص الذي مارس عليه العنف، وتدريب المرأة والطفل على التعامل مع الشخص العنيف».