أعلن الناطق باسم «الجيش الإسلامي» في العراق أن المسلحين الذين يخوضون معارك في عدد من المدن يجرون مفاوضات مع العشائر والتيارات السياسية لعقد مؤتمر عام للسنة لتشكيل مجلس» يتولى اتخاذ القرارات في المرحلة المقبلة، واكد استعداد الفصائل المسلحة التي ترفض مبايعة زعيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي خليفة، إلى «حوار صريح حول المستقبل مع زعامات شيعية في «التحالف الوطني»، لا سيما مقتدى الصدر وعمار الحكيم. وقال أحمد الدباش، وهو عضو المكتب السياسي ل»الجيش الإسلامي» الناطق باسمه ل»الحياة» إن «القصف الجوي، وقد تصاعد بشكل واضح خلال الأيام الماضية يهدف إلى تأليب الشارع السني ضد المقاتلين»، ولفت إلى أن «هذه السياسة غير مفيدة، وهي ظلم إضافي للسكان المدنيين فهم المتضرر الأكبر من الأحداث». وأضاف إن «الحكومة العراقية لم تكن جادة منذ البداية في إيجاد حل دائم للأزمة، بدليل أنها أهدرت الفرص منذ بداية التظاهرات السلمية في المدن السنية، وكانت تحمل مطالب عادلة كان وما زال بالإمكان تحقيقها إذا توافرت النية الصادقة». وعن مطالب الجماعات المسلحة التي لا تنتمي إلى «داعش»، قال الدباش إن «المطلوب عقد شراكة جديد في العراق، يضمن حقوق الجميع على أسس عادلة، ويصون التنوع العراقي، ويحمي الأقليات، فنحن لا نطالب بمغانم ولا باستئثار أو انتقام. وكل ما خرجنا من أجله هو مطالب أهلنا من السكان الذين تعرضوا في المرحلة السابقة لمظالم، من اعتقالات وإقصاء واستهداف على الهوية. ونعتقد بأن الوقت حان لإجراء إصلاح سياسي شامل. ونطالب حكومة انتقالية مستقلة، قادرة على قيادة البلد، وإجراء مصالحة شاملة على أساس عفا الله عما سلف من أجل وقف نزيف الدم، فمنطق الثأر لن يوصل إلى نتيجة، وبالإمكان إجراء تعديلات مناسبة على الدستور تنسجم مع هذه الأهداف». ويعد الدباش الذي اعتقلته القوات الأميركية عام 2006 وأطلق عام 2008، من مؤسسي «الجيش الإسلامي»، وهو أحد أبرز الفصائل السنية المسلحة منذ عام 2003. ويؤكد أن «الأطراف المسلحة والعشائرية والسياسية السنية، باتت تقف اليوم على أرضية واحدة تمثل المشروع السني في العراق، وهذا المشروع لا يتعارض مع وحدة البلاد، فهدفه إيجاد تمثيل عادل للسنة كي يستطيعوا التفاوض مع التحالف الوطني الذي يمثل المشروع الشيعي ومع الأطراف الأخري تحت السقف الوطني». وقال :»نسعى إلى مؤتمر عام للسنة في العراق يمثل المدن المنتفضة، ويجمع الفصائل المسلحة والعشائر ورجال الدين والسياسيين على أهداف مشتركة» وأكد أن «إعلان هذا المؤتمر الذي يعمل عليه الجيش الإسلامي بات قريباً وسيعلنه مجلس يمثل سنة العراقَ». وأشار إلى أن «الفصائل السنية المختلفة على استعداد كامل لفتح حوار صريح مع زعامات شيعية في التحالف الوطني، مثل السيدين مقتدى الصدر وعمار الحكيم، وأي زعامة أخرى ، بهدف إيقاف شلال الدم، ولكن على أسس الإصلاح التي نشترك في الإيمان بها». ولفت إلى وجود اتصالات غير مباشرة مع الأطراف المهتمة بإنهاء الأزمة. وعن التفاوض مع رئيس الحكومة نوري المالكي، قال الدباش: «ليس لدينا عداء شخصي مع السيد المالكي، لكن فترة حكمه شهدت مظالم وإساءات حقيقية إلى السنة في العراق، ولهذا نرى أن من الأفضل أن يقدم التحالف الوطني واجهات سياسية جديدة». وعن العلاقة الملتبسة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» ومقاتليه على الأرض، أكد أن «الأيام التي أعقبت إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مشروع الخلافة شهدت محاولات مختلفة لترويج مبايعة الجيش الإسلامي أو مجموعات من مقاتليه التنظيم، لكن ما أستطيع أن أؤكده بشكل جازم أننا لم ولن نبايعه ولدينا مشروع مختلف تماماً». ولم يعلق الدباش على الخطاب الأخير لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي في الموصل لكنه جدد التأكيد أن «التنظيم لا يمثل سوى مجموعة وفصيل من الفصائل المنتشرة على الأرض، ولا يمثل العصب الأساسي في العمل المسلح، لكن تشتت الفصائل السنية والعشائرية، مقارنة بقدراته التنظيمية والتسليحية والإعلامية يعكس حالة غير حقيقية». وشدد على أن «الجيش الإسلامي» لا يسعى إلى قتال «داعش» لكنه «لن يبايع زعيمه خليفة ويتمسك بمشروعه المعلن والمنسجم مع توجهات الشارع السني العريض، ومطالبه المشروعة.