أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين»، التي يُتوقع أن تحصل على غالبية نيابية، رؤيتها الرسمية لشكل النظام السياسي في الدستور الجديد، معتبرة أن النظام الرئاسي - البرلماني المختلط هو الأفضل لهذه المرحلة. وكررت تعهدها عدم الدفع بأحد أعضائها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة سعيها إلى الوصول إلى «مرشح توافقي». وفي ما يخص وضع الجيش في الدستور، سعت الجماعة إلى الإمساك بالعصا من المنتصف، فأكدت أن «الجيش لن يكون فوق الدولة»، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن «للجيش خصوصيته». وفي مسعى منها إلى طمأنة المتخوفين من وصولها إلى السلطة، أكدت الجماعة أنها ستدعم صناعة السياحة بقوة، ووعدت بعدم فرض الحجاب على النساء، كما أعلنت أنها لن تفرض مزيداً من القيود على الخمور، وإن رفضت تناولها في الشوارع. واعتبر نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان»، الدكتور عصام العريان أن النظام المختلط هو «الأفضل للبلاد في الوقت الحالي»، موضحاً أن «الرئيس الجديد سيكون منتخباً، ولا بد من أن تكون له صلاحيات». وأكد أن «الإخوان لن يكون لهم مرشح رئاسي، ولن يؤيدوا من يخالف قرارهم»، في إشارة إلى القيادي السابق في الجماعة المرشح الرئاسي عبدالمنعم أبو الفتوح. وأكد العريان خلال مؤتمر انتخابي لحزبه في منتجع شرم الشيخ السياحي في جنوبسيناء، أن «الإخوان يقفون على مسافة واحدة من جميع المرشحين المحتملين للرئاسة». ونفى في شدة ما تردد عن وجود صفقة مع المجلس العسكري، موضحاً أن «ليس بين الإخوان والمجلس العسكري علاقة خاصة واتفاقيات. وإذا أحسن نقول له أحسنت، وإذا أساء نقول له أسأت». واعتبر أن «من ينادون بإسقاط الجيش يقولون ما لا يعلمون». وأكد أن «الجيش له خصوصية، والوطن في حاجة إلى درع يحميه وتشريع يحمي وحدته». لكن العريان شدد في الوقت ذاته على أن الجيش «لن يكون فوق الدولة». وتطرق إلى صناعة السياحة، مؤكداً أن «من أهداف الحزب الحالية جذب 20 مليون سائح إلى مصر بعد تحقيق الأمن والاستقرار وتشجيع الاستثمارات العربية والأوروبية في هذا المجال»، مشدداً على أن «لا مساس بالسياحة حالياً أو بعد استقرار الأوضاع». وطالما حذر معارضو «الإخوان» من أن حكم الإسلاميين سيعصف بصناعة السياحة التي يعتمد الاقتصاد عليها في شكل كبير، لكن مرشحي «الإخوان» حصلوا على الحصة الأكبر من الأصوات في المحافظات السياحية الثلاث التي جرت فيها الانتخابات حتى الآن، وهي البحر الأحمر والأقصر وأسوان. واعتبر العريان أن «كل ما يتردد عن أن وصول الإسلاميين إلى الحكم سيضر بالسياحة ويغلق بيوت آلاف الأسر، إنما هو مجرد إشاعات يبثها فلول الحزب الوطني المنحل، للتأثير في الناخبين مثلما حدث في محافظتي الأقصر والبحر الأحمر، لكن إرادة الله والناخبين ساعدت الحرية والعدالة في حصد 50 في المئة من المقاعد في هاتين المحافظتين، وهذا ما نتوقعه من جنوبسيناء، ولا يقلق أي مواطن يسعى على لقمة عيشه في هذا المجال، كما لا يقلق على الحريات الشخصية المكفولة للجميع». وأوضح أن «القانون الحالي به عقوبات خاصة في ما يتعلق بالخمر، والحزب لن يزيد فيها أو ينقص منها، ولكن لن يكون مسموحاً بشرب الخمر في الشارع»، مشيراً إلى أنه «لن يتم فرض أخلاق بقانون، فقد فشلت هذه التجربة في أميركا، ولكن واجبي أن أحيي ضميرك». وأكد أن «نسبة المحجبات في مصر 70 في المئة، ولن يفرض أحد على النسبة الباقية الحجاب»، مشيراً إلى أن «أخلاق الإسلام سامية ورفيعة، وتدعونا إلى حسن معاملة السائح وكفالة الحرية الشخصية».