هؤلاء الشبان الذين اقتحموا ملعب نادي الشعلة خلال مباراته الماضية مع الهلال، قبل أن نلومهم على فعلتهم، علينا أن نقول لهم شكراً ، فقد فعلتم ما لم يستطع أحد فعله، وأرسلتم رسائل قوية إلى الجهات كافة التي تعطل العمل في إنشاء الملاعب في المدن والمحافظات. وحتى لا يقول قائل إنني مع فعل التسلق فوق الأسوار، أو أنني أقرّ أفعال الفوضى التي حدثت في ملعب الشعلة أو الملاعب السابقة، فتلك تصرفات غير مقبولة من شباننا، ولكنها في رأيي ردود فعل ما كان يجب أن نغفل عن حدوثها، لأن الحالة التي أمامنا لم تبعد عن مقر الرئاسة العامة لرعاية الشباب وإدارة الملاعب بها غير أقل من 70 كيلو متراً فقط. إن ما أودّ أن أصل إليه، هو أن ملعب الشعلة ليس ملعباً مجهولاً بالنسبة لنا، وليس هو أحد ملاعب سيرلانكا، ولكنه ملعب يقع داخل حدود منطقة الرياض، والرياض هي العاصمة السعودية، ومع ذلك لم نهتمّ بمنشآت محافظة الخرج التي تضم ناديين معروفين هما الكوكب والشعلة، وغيرهما من الأندية. الآن فقط بدأنا نتحدث عن الخرج والشعلة والملعب الذي لا يمكن أن تقام عليه مباراة لفريق من المحافظة مع فريق جماهيري زائر، وكأننا ننتظر وقوع المشكلات لنبدأ في المعالجة والاهتمام وهذا هو ما يحصل ، فقد حدث ذلك في ملعب الأخدود بنجران وفي ملعب جدة وايضاً في ملعب الفيصلي في المجمعة، وفي ملعب الحزم بالرس، وكذلك في ملعبي المدينةالمنورة وتبوك. فهل ما زلنا بعد هذه الأحداث كافة غير مدركين بأهمية الاهتمام بملاعب هذه المناطق والمحافظات، أم أننا نعتبرها خارج نطاق اهتماماتنا، كونها ليست مدناً رئيسية، أو أن أنديتها ليست من ضمن الأندية الجماهيرية؟ وإن كان الأمر كذلك، فإنني أبشركم بأن ملف ملعب الشعلة سيطوى ويحفظ مع أول مشكلات أخرى جديدة. لقد مللنا من الحديث عن تباطؤ الاعتمادات المالية من وزارة المالية كما يردد دائماً ، في الوقت الذي لم تبخل الدولة على الشبان والرياضة واعتمدت لذلك بلايين الريالات، فيما الوضع بقي على ما هو عليه، فلا بوادر لعمل توسعة في ملعب جدة، ولا قامت منشأة رياضية جديدة في محافظة أو منطقة، ولم نسمع بشيء من ذلك منذ أن شيد ملعب الملك فهد في العاصمة الرياض قبل أكثر من 20 عاماً. أسال: «ما الذي يمنع أن نشيّد بعد كل ثلاث سنوات ملعباً في مدينة أو محافظة؟، وفق دراسات جديدة تستوعب الاهتمام بكرة القدم الذي يفوق الأرقام المعمولة في السابق من حيث مساحة الملاعب وسعتها، ولن يكون من المقبول أن ننشئ ملعباً في «قرية» من قرى المملكة تكون سعت مدرجاته أقل من 15 ألف مقعد، فكيف سيكون الحال في ملاعب المدن والمحافظات..؟ إننا أمام واقع يقول ان القضايا كافة التي تخرج علينا لم نعمل لها حلولاً غير «وعود»، فيكون من الطبيعي جداً أن تعود لنا هذه المشكلات أو القضية في مكان آخر، وقد تعود في المكان ذاته، وقبل أن نلوم جهات أخرى، يجدر بنا أن نعالج أوضاعنا بوضع حلول تقضي على أي خلل وجد هنا أو هناك. [email protected]