ترتفع حدة الإثارة والندية في دوري زين السعودي إلى أعلى درجاتها، عندما يلتقي مساء اليوم فريقا الهلال والاتحاد على ملعب الأول في مواجهة مؤجلة من الجولة ال 7 في «كلاسيكو» مثير اعتادت الجماهير على انتظاره منذ إعلان جدول المسابقة مطلع كل موسم رياضي جديد. مواجهة الفريقين في السنوات العشر الأخيرة باتت حديث الشارع الرياضي السعودي وكذلك الخليجي، لما تحمله من إثارة وندية، سواء من خلال التصريحات التي تسبق الصراع الميداني، أو من خلال المعترك الكروي الكبير على مساحات المستطيل الأخضر، ودائماً صراعات الفريقين لا تعترف بعوامل النقص أو مركز الطرفين في سلم الترتيب، وتبادل الفريقين السيطرة على نتائج المباريات الأخيرة بشكل متوازن إلى حد بعيد، وإن دانت الأفضلية في السنتين الأخيرتين بعض الشيء للاتحاد. الهلال يدخل المباراة ب31 نقطة في المركز الثاني وبأداء متأرجح من مباراة إلى أخرى، وأصبحت جماهيره لا تثق بقدرات اللاعبين على مجاراة الخصوم، خصوصاً في المباريات الكبيرة بعد رحيل المحترفين الأجانب السويدي ويلهامسون والروماني ميريل رادوي وكذلك الكوري الجنوبي لي يونغ إلى جانب ياسر القحطاني وخالد عزيز، كما أن المدرب الألماني توماس دول هو الآخر غير قادر على تسخير إمكانات اللاعبين كما يجب على المستطيل الأخضر من خلال عدم الثبات على التشكيل الأساسي، إلى جانب تغييراته غير المجدية أثناء سير المباريات، ودائماً ما تأتي الانتصارات الهلالية عبر اجتهادات فردية من أحمد الفريدي وعبدالعزيز الدوسري ومحمد الشلهوب، فيما فقد الشاب نواف العابد خطورته ولم يعد لاعباً مؤثراً في الخريطة الزرقاء، كما أن المحترفين الأجانب ليس لهم دور في ترجيح كفة الفريق عدا بعض المحاولات من المهاجم المغربي يوسف العربي، فيما يعتبر الكاميروني إيمانا أحد أسباب تعطيل الهجمة الهلالية، من خلال حرصه على الاستعراض المهاري، ما يتسبب في بطء نقل الكرة للخطوط الأمامية، إضافة إلى الأداء المتواضع للمغربي عادل هيرماش على محور الارتكاز، ما جعل مهمة مهاجمي الخصم سهلة لمواجهات الدفاعات الزرقاء التي تعاني هي الأخرى من الوهن والضعف، كما أن الإصابات أثقلت كاهل الفريق الأزرق، اذ لم تتأكد مشاركة عيسى المحياني ومحمد الشلهوب اثر الإصابة التي لحقت بهما أخيراً. وعلى الطرف الآخر، يدخل الاتحاد ب20 نقطة في المركز الخامس وبثوب جديد بعد تولي المدرب السلوفيني ماتياس كيك المهمة التدريبية، والفريق يعيش نشوة كبيرة بعد النتائج الجيدة التي حققها سواء في مسابقة الدوري أو كأس ولي العهد، ولا شك في أن كل اللاعبين سيقدمون كل ما لديهم لإثبات قدراتهم أمام المدرب الجديد، وتبدو الخطوط الاتحادية أكثر ثباتاً من حيث الأداء وكذلك التشكيل، كما أن المحترفين البرازيلي ويندل والبرتغالي باولو جورج يقدمان أدواراً فاعلة ولهما حضور كبير في كل انتصارات الفريق. الفريق الاتحادي يقدم مستويات متصاعدة من مباراة إلى أخرى بفضل روح وقتالية لاعبيه، والمدرب السلوفيني تحت يده أجندة متخمة بالأوراق الرابحة وان كانت القوة الحقيقية تكمن في تحركات محمد نور والبرازيلي ويندل في منتصف الميدان، إضافة إلى الخطورة البالغة التي يشكلها نايف هزازي في خط المقدمة، ومتى ما أعطى المدرب حرية التحرك لظهيري الجنب راشد الرهيب وصالح الصقري ستزداد الهجمة الاتحادية خطورة. المباراة في غاية الأهمية في حسابات الفريقين، فالهلال ينشد انتزاع الصدارة والنقاط الثلاث تكفل له ذلك، فيما يتطلع الاتحاد إلى الإطاحة بأحد المنافسين والتقدم خطوة كبيرة نحو اقتحام دائرة المنافسة الحقيقية على الصدارة، خصوصاً أن فرق المقدمة الشباب والهلال والاتفاق جميعها تعثرت بالتعادل في الجولة الماضية.