شرعت بلدية جدة التاريخية أخيراً في تنفيذ حملة نظافة دورية على الأحياء الواقعة داخل نطاقها وذلك بالتعاون مع شركة نظافة معتمدة. وتقرر عمل الحملة يومي الإثنين والأربعاء من كل أسبوع، إذ تم التنسيق مع شركة النظافة لإجراء خطة عمل جماعي يتم فيها تقسيم عمال النظافة إلى ثلاث مجموعات، تنفذ إحداها أعمال الغسيل وأخرى تعكف على الكنس اليدوي وخصصت المجموعة الأخيرة لرفع المخلفات والتقاط المبعثرات لمدة ثلاث ساعات متواصلة ثم يعود العمال لعملهم المعتاد بعد نهاية الحملة. يذكر أن الفكرة بدأ العمل بها رسمياً من حارة الشام والمظلوم، ثم انتقلت إلى حارة اليمن، على أن تمارس نشاطها في صفة تناوبية لتغطية كامل نطاق جدة التاريخية، ويتواصل العمل بها أسبوعياً. في حين تعالت صيحات عشاق ومحبي العمارة القديمة والتراث في السعودية، لإنقاذ منطقة جدة التاريخية التي حوّل الإهمال والنسيان كثيراً من بيوتها الأثرية إلى أكوام من الحجارة والأخشاب المتآكلة، بينما تصارع بيوت أخرى الإهمال وتقاوم عوامل التعرية لتبقى صامدة. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار، أعلنت منتصف العام الماضي إعادة تقديم ملف وسط جدة التاريخي للترشيح مجدداً ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وتحديث الملف كموقع تراث ثقافي عالمي مع إعادة تحديد منطقة التسجيل ومنطقة الحماية المحيطة بها، وتأسيس إدارة مختصة بتطوير جدة التاريخية تعمل تحت مظلة أمانة المحافظة الساحلية وتقديم الدعم والمساندة الكاملة من الهيئة، مع أهمية الإسراع في إنهاء إجراءات الحصول على تمويل الدولة ووضع خطط ملائمة للتعامل مع الأوقاف وملاك العقارات في جدة التاريخية، وتكوين فريق مختص على مستوى عال لتولي التنقيب الأثري في المنطقة التاريخية في العروس. وقريباً، أوصى المجلس البلدي في المحافظة خلال اجتماع عقده الأسبوع الماضي، بوضع التصاميم اللازمة للأربطة المهدمة وغير المستخدمة، مع التقيد بالشكل الخارجي الذي كانت عليه باعتبارها من المنطقة التاريخية، وإعادة بنائها طبقاً لمعايير الدليل الفني لترميم البنايات التراثية في المنطقة، بواسطة مقاولين ومشرفين مختصين بعد التنسيق مع أمانة جدة وهيئة السياحة والآثار. ودعا المجلس إلى إلزام الجهات المشرفة على البنايات المشغولة بالمستفيدين والتي توجد بها ملاحظات، إلى إجراء الإصلاحات اللازمة لها، وأهمها التمديدات الكهربائية والصحية والمصاعد إن وجدت، وذلك إما بتمويل ذاتي من الجهة نفسها أو بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية المختلفة.