خرج آلاف السوريين أمس لتشييع جثامين 44 شخصاً قتلوا بتفجيرين انتحاريين الجمعة في دمشق، فيما استمر تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن الهجومين. وفيما دانت حركة «حماس» الهجومين، نفت جماعة «الاخوان المسلمين» انباء تحدثت عن تبنيها هذين الاعتداءين. وأعلنت «لجان تنسيق الثورة السورية» مقتل 25 شخصاً على الاقل في مناطق مختلفة في سورية أمس. ومن المقرر أن يكون رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي وصل الى دمشق مساء أمس للبحث في ترتيبات وصول أعضاء البعثة، فيما لفتت مصادر عربية في الدوحة الى أن بداية عملية المراقبة «لا تبشر بخير»، مشيرة الى «وضع صعب» يحيط بعمل المراقبين. وتحولت الجنازات التي جرت في دمشق السبت إلى مسيرات مؤيدة للرئيس بشار الاسد طالب فيها المشيعون بالثأر، وهتفوا «الموت لأميركا». واغلقت محلات سوق الحميدية المؤدي الى الجامع الاموي حيث سجيت الجثامين. وشارك في التشييع رجال دين مسلمون ومسيحيون. واتهم رجل الدين البارز محمد سعيد البوطي «المجلس الوطني السوري» المعارض بأنه وراء التفجيرين، وقال انهما «هدية برهان غليون وصحبه لسورية». ونفت جماعة «الاخوان المسلمين» في سورية أنباء تحدثت عن تبنيها هذين الاعتداءين، واتهمت النظام ب «افتعال» بيان باسم «الاخوان» يتبنى الهجومين. وكانت دمشق سارعت أول من أمس الى اتهام «القاعدة» بالمسؤولية عن الهجومين، فيما حمّل «المجلس الوطني السوري» المعارض النظام السوري «وحده المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الارهابيين». الى ذلك، التقى الوفد العربي في دمشق وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووصفت الخارجية السورية المحادثات بالايجابية. وقال نائب الامين العام للجامعة العربية سمير سيف اليزل، الذي يرأس «الفريق الطليعي» العربي، ان المجموعة الاولى من المراقبين ستتوجه الى دمشق الاثنين، وستضم اكثر من خمسين خبيراً في الشؤون السياسية وحقوق الانسان والشؤون العسكرية وغيرها. ويحضر الفريق الطليعي المؤلف من تسعة اعضاء لوصول المجموعة الاولى من المراقبين، الذين يتوقع ان يصل عددهم الاجمالي الى ما بين 150 و200 مراقب. واعلنت البحرين السبت انها ستساهم ضمن الوحدة الخليجية التي تشارك في بعثة المراقبين، فيما أكدت مصادر خليجية وعربية ل»الحياة» في الدوحة أنه من المقرر أن يكون رئيس بعثة المراقبين وصل الى دمشق مساء أمس، للبحث مع المسؤولين السوريين في ترتيبات وصول أعضاء البعثة وأماكن زياراتهم وجولاتهم في كل المحافظات السورية. وذكرت المصادر ان الجامعة العربية تنتظر حالياً تلقي تقارير أولية سيتم في ضوئها ارسال أفواج من المراقبين، وشددت على أن بداية عملية المراقبة «لا تبشر بخير»، مشيرة الى «وضع صعب» يحيط بعمل المراقبين. وفي هذا السياق علمت « الحياة» أن ما يوصف ب «خلية أزمة» عربية تتابع حالياً تطورات الوضع في سورية، وتتداول الآراء ووجهات النظر في شأن «تساؤلات وعلامات استفهام عن دلالات تزامن حدوث تفجيرين في دمشق أول من أمس مع زيارة وفد من الجامعة العربية « الى سورية. وفي غضون ذلك، يستمر العنف على الارض. وأعلنت «لجان تنسيق الثورة السورية» مقتل اكثر من 25 شخصاً امس في مناطق مختلفة في سورية، فيما دعا «المرصد السوري لحقوق الانسان» بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الى التوجه الى حمص «لتوثيق الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان» هناك. وأعلن المرصد وقوع اشتباكات بين «منشقين» وحواجز الجيش النظامي السوري في مدينة داعل بمحافظة درعا، وقدوم تعزيزات عسكرية عقب الاشتباكات، محذراً من وقوع «مجازر» في داعل.