أفتى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي بأن «الاتحاد» الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم الأخيرة بالرياض «فريضة يفرضها الدين، وضرورة يحتمها الواقع»، ودعا الرئيس السوري بشار الأسد الى الرحيل، وحض الاسلاميين والليبراليين وكل القوى الوطنية في الدول العربية الى العمل معاً لبناء الأوطان، منوهاً بالتجربة الديموقراطية الحالية في تونس، إذ «اجتمع الاسلاميون والليبراليون والعلمانيون في مؤسسات منتخبة». ووصف القرضاوي الامام محمد بن عبدالوهاب في خطبة الجمعة أمس في المسجد الذي يحمل اسم الامام الراحل الذي افتتحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل نحو اسبوع بأنه «مجدد الجزيرة العربية»، وقال لآلاف من المصلين والمصليات (النساء في مكان مفصول عن الرجال) إن دعوة العاهل السعودي الى الاتحاد تمثل «منطق العصر والاسلام والقرآن». وأضاف: «نحن مع خادم الحرمين، نشكره ونؤيده حفظه الله، وندعو أبناء الخليج الى أن يتعاونوا معه»، وهي دعوة «ليست كدعوة نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الذي يريد أن يبيع العراق لسورية (للنظام السوري)»، ودعا القرضاوي دول مجلس التعاون الخليجي الى الاتحاد وأن يكون لها جيش موحد وعملة موحدة. وقال: «إن نوري المالكي يريد ان يبيع العراق لسورية (السلطة السورية) بخمسة بلايين دولار وعندما لم يجد من يتعاون معه داخل العراق وفي أميركا أراد أن يلعب لعبة التضحية بأهل السنة ليصبح وحده الحاكم الواحد، واراد أن يذهب (يطيح) بنائب الرئيس السني (المذهب) طارق الهاشمي». وقال: «لا نريد الطائفية الممقوتة، نحن مع سورية الشعب لا سورية الحكم»، ورأى أن «لعبة المالكي سخيفة، وقد خرج الاميركيون ليلعب بالبلايين من الدولارات، وهو جعل المذهب فوق الاسلام، والطائفة فوق الأمة». مؤكداً أن «الطغاة يرتكبون الموبقات ويعذبون شعوبهم، ويسقط نساء وأطفال وشيوخ كما في سورية العزيزة الحبيبة لكن نصر الله قريب، وأقرب مما تظنون»، وأعتبر أن الاسلام انتصر في المغرب وتونس ومصر، وسينتصر في ليبيا واليمن وسورية، وقال إن حزب البعث انتهى، وهو يزعم أنه الوحيد وغيره مرفوض لكن الاسلام هو الباقي. وفيما ندد ب«المجازر الوحشية اللا إنسانية في سورية»، وقال يا بشار (الرئيس السوري) حكمت أكثر مما يحكم الناس، أتريد حكم سورية الى الأبد، اترك الشعب ليختار بنفسه فالشعوب هي الباقية والحكام زائلون، ولفت الى أنه رحب بالمبادرة العربية لكن نرى كل شيء على ماهو عليه، مشيراً الى قتل 6200 شخص، وشجب «الشبيحة» قاتلي الشعب، وطالب بسحب المظاهر المسلحة من الشوارع والسماح للناس بالخروج سلمياً والافراج عن المعتقلين. وتضامن القرضاوي مع تركيا في شأن ما قيل في فرنسا عن ابادة العثمانيين للأرمن وقال نحن مع تركيا، ونقف ضد اتهام الإسلام. وتضامن مع حق التظاهر السلمي في ميدان التحرير من دون اعتداء على أحد أو منشأة ومن دون منع حركة السير، وطالب بالتحقيق مع من ضرب المتظاهرين ومحاكمتهم، وحض على اجراء الدورة الثالثة للانتخابات كما هي مقررة ثم اجراء انتخابات الرئاسة، ويمكن التعديل لكن ليس ضرورياً تعديل موعدها وطالب بتحقيق الاستقرار. وهنأ «فتح» و«حماس» و«الجهاد الاسلامي» والفلسطينيين ب«النجاح»، لافتاً الى اجتماع تلك الفصائل في مصر، ونوه بقرارهم أن يكونوا يداً واحدة واجراء انتخابات، وقال عن لقاء محمود عباس وخالد مشعل ورمضان شلّح في القاهرة هكذا ينبغي ان يكونوا يداً واحدة تقاوم العدو ولا تستسلم.