على الرغم من المظاهر الخارجية، تواجه منتجعات التزلج الأكثر انخفاضاً من بين مجمعات الالب الفرنسية التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج هذا الأسبوع، خطر الزوال على المدى الطويل بسبب ارتفاع الحرارة. ويقول كريستوف سيستييه رئيس بلدية سان بيار دو شارتروز التي فتحت الأسبوع الماضي منتجعها للتزلج مع سبعين سنتمرا من الثلج في اعلى المدرجات، "المنتجعات المنخفضة مهددة بالزوال لكنني لا أعرف متى بالتحديد. آمل أن يحصل ذلك في أبعد وقت ممكن". وفي كانون الثاني(يناير) الماضي، اضطرت القرية الواقعة على ارتفاع 900 متر والتي لا تملك مدافع ثلوج (لإنتاج الثلج عندما تكون سماكته غير كافية)، إلى إقفال حلبات التزلج الممتدة على مسافة 35 كليومتراً لمدة ثلاثة أسابيع بسبب انعدام الثلوج، ما أدى إلى بطالة أربعين عاملاً موسمياً. ويقول رئيس البلدية "كان من المستحيل الاستمرار على هذه الحال"، علما أنه اتخذ تدابير صارمة لهذا الشتاء منها تسريح أربعة موظفين من المنتجع بسبب تراجع بنسبة 80 % من رقم اعمال المصاعد الكهربائية. ويوضح كريستوف شيه وهو عالم جغرافيا ومناخ في مرصد سافوا للتغير المناخي أن كمية الثلوج في الالب "انخفضت بنسبة 30 % في غضون ثلاثين سنة". ويشرح أن جبال الالب "المعرضة لتداعيات التغير المناخي أكثر بثلاثة أضعاف من بقية أنحاء العالم" شهدت منذ الثمانينات "ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل 1,5 درجت مئوية، ما يحد من هطول الأمطار وتساقط الثلوج ويجعل هذه المنتجعات على المدى الطويل غير قابلة للحياة". وفي هذا الاطار، قررت منطقة رون آلب منذ العام 2008 عدم دعم المشاريع المتعلقة بالثلج. وتقول كلود كوميه المستشارة البيئية الاقليمية في مجالي السياحة والجبال "كان التزلج طوال 40 عاما بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا، لكن اليوم علينا مواجهة الواقع والاستعداد لتحويل المنتجعات المنخفضة إلى مشاريع أخرى". ومع أن بعض المسؤولين نادمون لأنهم لم يستثمروا في مدافع ثلوج في الوقت المناسب، إلا أنهم يترددون في القيام بهذه الخطوة اليوم لأسباب عدة أبرزها الكلفة المرتفعة والتقلبات المناخية. لكن لوران رينو المندوب العام لمنتجعات التزلج في فرنسا يقول ان "الدراسات تشير إلى أن الاستثمار مربح ويتيح تأمين فرص العمل في المنتجعات". ويقر رئيس بلدية سان بيار دو شارتروز الذي يؤيد تغيير وجه المنطقة التي باتت هذا الصيف المحطة الأولى المخصصة للركض في الطبيعة بأنه لم يكن يتوقع حدوث هذا الأمر فيقول "لم أعتقد أن النقص في الثلوج سيطرأ بهذه السرعة وبهذه القوة". ويقول مدرب التزلج عن فاعلين عدة في مجال السياحة "يطلبون منا أن ننوع أنشطتنا لكن ما من نشاط يدر الأموال بقدر التزلج".