ليست الأغاني مجرد كلمات وألحان يتمايل عليها الجمهور، وإنما رسالة تحمل معاني تُنير الطريق للبعض، وتُعبِّر عن حياة الآخرين ومشاعرهم. هذا ما تؤمن به فرقة «شوية فن» التي ظهرت على الساحة الفنية في القاهرة أخيراً، مقدّمة شكلاً غنائياً مختلفاً يجمع ما بين موسيقى وكلمات وإلقاء أشعار، في هيئة رباعيات. «جميل أن يصنع الإنسان فناً، والأجمل أن يصنع الفن إنساناً»، هو الشعار الذي اختاره وتمسك به الفنان جو مؤسس الفرقة، منذ أن بدأ مشواره في كتابة الشعر والغناء. انطلق في عالم الفن من أجل تحقيق حلمه على أرض الواقع، وفي آذار (مارس) 2010 كوَّن فرقته التي تضم 12 عضواً، بين عازفين وكورال يتضافرون ليصنعوا حالة موسيقية جديدة. قرّر جو أن يوجه أعماله إلى محبي الفن الراقي، فقدَّم حفلات في الكثير من المراكز الثقافية، واستطاع في وقت قصير أن يجذب جمهوراً متنوعاً تفاعل مع ما يقدِّمه من غناء مختلف، يبتعد من كلمات الهجر والشوق والحب، ويعبّر عن واقع المواطن المصري وأحلامه. «حرّيف وفاهم صنعته، راس ماله هو قوته، أرزاق ومتقسمه كله بمنابه وحصته»، كلمات يقدمها لمحبيه على موقع «فايسبوك» عبر صفحته «صباحيات جو»، ويحرص على عادة الكتابة الصباحية للشعر في شكل رباعيات تحمل الكثير من القيم والمعاني باللغة العامية البسيطة ويستعين ببعض منها في حفلاته. اختار جو الطريق الأصعب في الاعتماد على أغانٍ خاصة به من تأليفه وألحانه على عكس الكثير من الفرق المستقلة التي ظهرت في السنوات الأخيرة، فلم يلجأ إلى مقاربة الجمهور من طريق أغاني التراث مثل أغاني سيد درويش والشيخ إمام وغيرهما، وإنما جعل للفرقة روحاً متفردة عبر الكلمات التي يكتبها، فضلاً عن المزج بين الغناء وإلقاء الشعر، فكثيراً ما يبدأ أغانيه على المسرح بإلقاء رباعيات من تأليفه. أول أغنية قدَّمتها الفرقة هي «خير» تأليف جو وألحانه، وتقول كلماتها: «خير خير إن شاء الله خير، إن شاء الله خير يا بلادي إن شاء الله خير يا ولادي، إن شاء الله خير يا حبيبتي، إن شاء الله خير يا مدينتي، بحبك يا مصر الخير، بحبك يا رزق وطير، بحبك يا ضي عيني يا قدري والمصير، خير خير إن شاء الله خير». كما قدَّمت الفرقة أخيراً واحدة من أجمل أغانيها وهي أغنية «يا مراكبي فارد شراعك وماسك دفتك بدراعك، ولا ريح تقدر تعاندك ولا تهزمك أوجاعك». وتقدم فرقة «شوية فن» الأغاني الحماسية ومنها أغنية «لازم يبقى لي دور مش كبر ولا غرور، ولا رغبة في الظهور، إنما دا شيء مهم آسف مش هاقف في الصف».