حاول سبعة طلاب يدرسون هندسة الديكور في لبنان، أن يؤسسوا فرقة موسيقية أطلقوا عليها اسم «مشروع ليلى»، وكان الهدف منها تقديم حفلة موسيقية وحيدة في نشاط جامعي، بيد أن تجاوب الجمهور مع أغاني الفرقة وتميز ألحانها، دفعاها الى المضي قدماً في طريق الفن لتحتل مكانة خاصة في أوساط الشباب اللبناني والعربي منذ عام 2008. قدمت الفرقة أخيراً حفلة على «مسرح الجنينة» في القاهرة في افتتاح الموسم الصيفي، رقص فيها جمهور مصري ولبناني على إيقاعات الأغاني الصاخبة، خصوصاً التي يرددون فيها المقطع الشهير في الغناء الشعبي «أم بي لح»، كما سخروا من تقليدية الغناء العربي حين غنّوا «غنيلي عن الباذنجان!». يعمل المشروع الفني للفرقة على المستوى الفكري أو الموسيقي وهما بالطبع متداخلان إلى حد التماهي والذوبان، كما تتناول أغاني الفرقة المشاكل الحياتية التي يعاني منها المجتمع اللبناني في شكل جريء وساخر. وتعمل «مشروع ليلى» على أنماط موسيقية متنوعة مثل الروك والشعبيات التي وظفتها في شكل مغاير مثل أغنية «تك تك يا أم سليمان» للأخوين الرحباني، التي لعبت على كلامها لتقدم أغنية في عنوان «عبوة»، إذ تصبح «تك تك» صوتاً لإحدى المتفجرات في تنديد مباشر باحتمالات العنف وصدى الحرب الأهلية. وتوجه الفرقة نقداً لاذعاً للطائفية التي تفرق بين حبيبين حين تغني «بتذكري كيف كنتي تحبيني مع أنه مش داخل دينك بتتذكري كيف كنا هيك؟». ويرى عازف الكيبورد أمية ملاعب أن ما تقدمه الفرقة من ألوان غنائية وموسيقية يبقى عصياً على التصنيف، فالفرقة مزيج متقلب ومتطلع إلى ارتياد ثقافات موسيقية كثيرة أهمها الروك والبوب والفولك في توليفة قوية تتماشى مع المواضيع التي تتطرق إليها. في حين يوضح المغني الأساسي للفرقة حامد سنو أن التنويع الصوتي والأداء الدرامي هما ضرورة لازمة لإنجاز مثل هذه الأغاني، والتنقل بسرعة من طبقة الى أخرى وجو الى آخر. صدر أول ألبومات الفرقة في 2009، كما شاركت السنة الماضية بأمسية في مهرجانات جبيل الدولية.