بعد محاولات عدة استمرت أسابيع، تمكن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اختيار مدير عام جديد للوكالة خلفاً للمصري محمد البرادعي، هو الديبلوماسي الياباني يوكيا أمانو الاختصاصي في قضايا نزع السلاح والحد من الانتشار النووي. وبعد 3 جولات تصويت أجريت خلال جلسة استثنائية في مقر الوكالة في فيينا أمس، نجح امانو في الحصول على غالبية ثلثي أصوات الدول ال35 الأعضاء في المجلس، واعتبر فائزاً بالسباق على المنصب اثر حصوله في جولة التصويت الأخيرة على 23 صوتاً في مقابل 11 صوتاً لمنافسه المرشح الجنوب أفريقي عبدالصمد منتي، مع امتناع عضو واحد عن التصويت، علماً أن عدم احتساب الصوت الممتنع خلال تلك الجولة السرية والأخيرة، أدى الى حسم السباق. ونتيجة الجولة الأولى للتصويت أقصي المرشح الأسباني لويس أشفاري لحصوله على العدد الأقل من الأصوات، وتكرر بعدها حصول أمانو على 23 صوتاً في مقابل 12 صوتاً حصل عليها منتي. واضطر المجلس حينها ولعدم اكتمال النصاب القانوني، إلى إجراء جولة اقتراع يحدد من خلالها المرشح الفائز بالغالبية البسيطة. ونظراً الى عدم تمكن المجلس من التوصل الى إجماع حول اختيار مرشح، أعيدت الجولة الأخيرة بالتصويت ب «نعم او لا» للمرشح الأقوى، لينتهي بذلك الجدل الذي استمر طويلاً لتحديد خلف للبرادعي. وسيعقد المجلس بعد ظهر اليوم جلسة لرفع توصية في هذا الشأن إلى المؤتمر العام للوكالة الذي سيعقد في ايلول (سبتمبر) المقبل، للمصادقة على قرار تعيين أمانو ليتمكن من مباشرة مهماته خلفاً للبرادعي الذي تنتهي ولايته في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال أمانو، عقب إعلان النتيجة، أنه سيبذل ما في وسعه من أجل الحد من انتشار السلاح النووي، مشيراً الى أن تحقيق ذلك يتطلب الدعم والمساندة من كل الدول الأعضاء في الوكالة. ويتوقع ديبلوماسيون مطلعون أن يركز أمانو على مسألة تطبيق نظام الضمانات والحد من الانتشار النووي. كما يتوقع أن تشكل القضايا التقنية والمالية الخاصة بالوكالة أولوية في أجندة أعماله، خصوصاً أن اليابان هي الدولة العضو التي تساهم بأكبر قدر من الموازنة العامة للوكالة. وفي ما يتعلق بقضايا السلاح النووي في الشرق الأوسط وملف إيران، أعرب ديبلوماسيون عرب عن عدم تفاؤلهم، إذ لا يتوقع أن يحيد أمانو عن وجهة النظر الغربية. ويشغل أمانو حالياَ منصب ممثل دائم وسفير فوق العادة ومفوض لدى المنظمات الدولية في فيينا ومحافظ لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علماً أنه كان يشرف قبيل تبووئه هذا المنصب عام 2005، على سياسة اليابان إزاء الوكالة باعتباره مديراً عاماً لنزع السلاح وعدم الانتشار والعلوم في وزارة الخارجية اليابانية. وهو تابع منذ أوائل التسعينات ملفات تتعلق بالوكالة من خلال توليه منصب مدير الطاقة النووية في اليابان، إضافة الى عمله كخبير في فريق الأممالمتحدة المعني بالصواريخ العام 2001 وفي فريق الاممالمتحدة المعني بالتعليم في مجال نزع السلاح النووي وترؤسه فريق الأمان النووي التابع لمجموعة ال77. ويعرف أمانو بقدارته الممتازة في التواصل وديبلوماسيته وحنكته.