دافع نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي عن براءته من التهم المنسوبة إليه. وأكد أن «دولاً» (لم يسمها) ساومته على مواقف سياسية. واتهم رئيس الوزراء نوري المالكي بتلفيق التهم الموجهة إليه بدعم الإرهاب، فيما دعا الأخير إلى قادة الكتل إلى عقد مؤتمر للبحث في العملية السياسية. وقال الهاشمي، خلال مؤتمر صحافي عقده في أربيل أمس إنه «يقسم على عدم ارتكابه أي خطيئة ضد العراقيين». وأعرب عن استعداده للمثول وعناصر حرسه أمام القضاء «شرط نقل المحاكمة إلى إقليم كردستان». وأضاف أن «تلك الاتهامات ملفقة» وأنها ثمنُ موقفه «الوسطي» ورفضه الرضوخ «لتهديد دول» طلبت منه اتخاذ «موقف علني في قضايا معينة خلال الأيام الماضية»، لكنه لم يسمِ تلك الدول، ولم يوضح ماهية القضايا، مؤكداً أن لديه «وثائق تثبت تورط دول عدة بتأزيم الأوضاع العراقية وتدفع بالاتجاه الذي نحن فيه الآن». وزاد أن «اعترافات حمايتي (حرسه) التي عرضت أمس كانت معدة مسبقاً وكانت جاهزة قبل صدور أمر الاعتقال». وأوضح أن «المالكي قدم ملفاً إلى الرئيس (جلال) طالباني، قبل سنتين، فيه اتهامات ضدي بأنني شاركت في تفجيرات سامراء، وكذلك التفجير الذي استهدف منزل النائب سلام الزوبعي، وأنا بدوري طالبت طالباني بهذا الملف وتعهدت له بأن أكون منزوع الصلاحيات من نيابة رئاسة الجمهورية لحين التأكد من تلك الاتهامات». وتابع أن «طالباني وبعد قراءته الملف قال للمالكي إن كل الدعوات ضدي كيدية». إلى ذلك، وجه رئيس كتلة «العراقية» أياد علاوي انتقادات إلى المالكي وطالب بتنحيته وقال إنه «ينعى العملية السياسية»، فيما أكد رئيس البرلمان القيادي في «العراقية» أسامة النجيفي أن الاتهامات الموجه إلى الهاشمي تحمل «طابعاً طائفياً»، وجدد نائب رئيس الوزراء صالح المطلك اتهامه المالكي أيضاً ب «الديكتاتورية» وقال في تصريحات إنه «ديكتاتور يفتقر إلى الحكمة». من جهة أخرى، قال الناطق باسم المالكي علي الموسوي إنه «وجه الدعوة إلى زعماء الكتل لعقد اجتماع طارئ للبحث في المستجدات». وقال مقربون من رئيس الوزراء ل «الحياة» أمس إنه سيقترح خلال المؤتمر تشكيل حكومة غالبية سياسية من «التحالف الوطني» والأكراد وكتل أخرى في البرلمان واستبعاد «العراقية» مع التزام بالتوازن المذهبي. وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني طالب بعقد اجتماع عاجل لقادة الكتل السياسية، وسبقه إلى هذه الدعوة الرئيس جلال طالباني ورئيس «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم. والتقى طالباني في مقره في السليمانية مساء أمس زعيم «العراقية» أياد علاوي الذي أكد عزم قائمته على إجراء مشاورات لإيجاد بديل مقبول لرئيس الحكومة حتى الانتخابات المقبلة. وعن وضع الهاشمي قال النائب عن «التحالف الكردستاني» خالد شواني إن «الإقليم ملتزم الإجراءات القضائي. لكنه استبعد أن إقدام قوة من بغداد على اعتقال الهاشمي في أربيل، ملمحاً إلى إمكان تسليمه إلى المحكمة المركزية.