كان الحوار «نوعاً ما حامي»، وأدى إلى «بعض الأمور التي شفتوها»، ولكن الجو الآن عاد «مريحاً وإيجابياً»! قال المحاور التلفزيوني. الحماوة «نوعاً ما» كانت التلفظ بألفاظ وشتائم نابية، و «الأمور التي شفناها» كانت مجرد تراشق بالكؤوس والكراسي بين متحاورين لبنانيين أحدهما وزير سابق مؤيد للنظام السوري والثاني نائب معارض له. حوار بات شهيراً بعد المعركة التي أدى إليها على شاشة MTV اللبنانية. الكرسي كان أيضاً بطل حلقة من «الاتجاه المعاكس»على الجزيرة، وذلك حين «تآمر» على مؤيد للنظام السوري وجعله يقع بعد أن صبّ غضبه واتهاماته بالتآمر على معارض سوري. كان الحواران من أبرز المعارك، حتى لا نقول «الطرائف» التلفزيونية لهذا العام على الشاشات العربية، ولو توافرت فرص أكثر لجمع المعارضين والمؤيدين للنظام السوري معاً، لازداد هذا النوع من «الأحداث» المثيرة لإعجاب كثير من المشاهدين. للتلفزيون الفرنسي «فرقعاته» أيضاً، ومع اقتراب العام من نهايته بدأت المواقع الالكترونية، ومنها «ياهو»، بجمعها وتقديمها على أنها «الفرقعات» التي أحدثت الصدى الأكبر خلال العام الحالي. لكن تلك، رغم إثارتها، لم تصل يوماً إلى الحد الذي وصلت إليه في المحطات العربية، ومن المؤكد أنها لن تصل، فالفرنسيون يتعاركون عبر اختيار دقيق للكلمة وللعبارة يغنيهم عن الوسائل الأخرى الأكثر «طرافة»! وحين لا تؤدّي الكلمة الغرض يكتفي بعض الضيوف بمغادرة الاستديو، ما يعتبر حدثاً مثيراً «للقيل والقال» تتناوله التعليقات ويستعيده المشاهدون عبر الشبكة الالكترونية. ولا يتوانى مقدمو البرامج الفرنسيون عن الانتقاد اللاذع لضيوفهم، ما قد يثير غضب هؤلاء ويدفعهم في بعض الأحيان للانصراف. من أشهر نوبات «الحرد» تلك، مغادرة وزير الصناعة والطاقة إيريك بيسون لاستوديو محطة M6، إذ نهض بغتة ونزع عنه الميكروفون مخاطباً محاوره مقدم البرنامج بتعبير فرنسي عامي: «حسناً، تاركك وماشي»، كما غادر مرة ضيف برنامج «لم نرقد بعد» على فرانس 2، وذلك بعد أن هزّأته محاوِرة مشاركة في البرنامج وانتقدت أسطوانته الجديدة التي نزلت إلى الأسواق. والضيف الذي كان مذيعاً وتحول إلى مغنّ، اعتبر أنه «لم يُستقبل كما يجب» في الحلقة، فما كان منه إلا أن ترك الاستديو. وكانت المحاوِرة نفسها سبباً في غضب شخصية شهيرة دعيت لمناسبة صدور كتاب لها، وجوبهت بهجوم عنيف ساخر، ما أضفى على الحلقة جواً من التوتر الشديد. وأحدثت الحلقة الأخيرة من هذا البرنامج السبت الماضي فرقعة إعلامية، حين انتقدت المحاوِرة بحدة نظرةَ الضيف، وزير التعليم العالي، للطبقة الفقيرة، ما دعاه إلى الاستنجاد بالمحاورة الثانية لصد الهجوم عنه. وتعتبر اللقاءات التي تجمع أحياناً بين مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية، وممثلين عن أحزاب أخرى، الأكثرَ حدة، ولكنها لا تتجاوز مهما بلغت سخونتها وحِدّتها، رمْيَ السهام اللفظية. هذا بعض حصاد العام، لكن العام لم ينته بعد، وربما أيضاً المعارك التلفزيونية!