بحثاً عن لفت الانتباه يظهر كل مذيع بشكل تلفزيوني مختلف، رغبة في كسب اهتمام ورضا المتابعين، وبينما يكتفي بعضهم بالتركيز على محتوى برامجهم يذهب آخرون بعيداً بحثاً عن الهدف ذاته، وهو ربما ما ينطبق على الإعلامي الكويتي سعود الورع الذي يفاجئ متابعيه بالظهور بشكل مختلف في كل حلقة من برنامجه «مع الناس»، ليتغيّر في كل حلقة بحسب الأجواء المحيطة به. فالكويتي الورع يطل على المشاهدين عبر قناة «سكوب»، متفاعلاً مع قضاياهم الاجتماعية بمشاهد جنونية أحياناً، وكأنه أحد أفراد العائلة، فيرمي شماغه وعقاله في أكثر من حلقة، للمطالبة بإقالة رئيس مجلس الوزراء الكويتي السابق ناصر المحمد، بينما أغدق المديح لأحد أعضاء مجلس الأمة الكويتي، قبل أن يخرج أخيراً مرتدياً «باروكة» وزينة نسائية، ليتناول وجبة الغداء على الهواء مباشرة. وتباينت ردود الفعل على «تقليعات» سعود الورع، فبينما وصفها مشاهدون بالغريبة، كونها – بحسب رأيهم - تدل على معاناته من اعتلالات نفسية، اعتبرها آخرون طبيعية، بحكم أنه يظهر على المشاهدين بشكل مختلف، إذ يبدو أكثر طبيعية من غيره، وأقرب لأجواء مشاهديه اليومية، خصوصاً أن برنامجه يناقش هموم المجتمع بشكل يومي. كل هذه الآراء يعلق عليها سعود الورع ل«الحياة» بالقول: «لست مذيعاً ولا محاوراً، أنا مواطن أدخل كل بيت، وأعرف ما بداخله وأنقله بالصورة التقليدية ومن دون أي تكلّف». وأضاف: «كنت أقصد برمي الشماغ والعقال أحد نواب البرلمان في الكويت، وهذا الكاركتر مصطنع لا يفهمه سوى من يتابع برنامجي، أو يعرف الأوضاع السياسية»، لافتاً إلى أن سبب بكائه على تخلي الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن السلطة كان مبنياً على مواقف مبارك مع دولة الكويت. وعن تناوله وجبة الغداء أثناء تقديمه لبرنامجه «مع الناس» قال: «هذا المشهد وصف كاف للوضع السياسي في الكويت، ومن المفترض أن يتغير مثلما نتغير». مؤكداً أنه يتعرض للنقد بين الفينة والأخرى، إذ أن أكثر الحملات ضد ظهوره التلفزيوني تأتيه من مشاهديه في السعودية والبحرين – بحسب قوله - «لكنني آخذها في الاعتبار، لأنه نقد هادف، ومن أشقاء في دولتين عزيزتين علي». وكان سعود الورع ظهر في حلقة من برنامج «سهرة سكوبية» في رمضان الماضي، وتهجم على أحد المنتجين في الكويت على الهواء مباشرةً، وكشف عن محاولة المنتج ثنيه عن الحديث حول الأعمال التي يقدمها، بحجة أنه لا يقبل الوساطة في مسيرته الإعلامية.