اقتحم نحو 50 شخصاً من أبناء إحدى القبائل في الكويت صباح أمس مقر قناة سكوب الخاصة، بعد تصريحات مسيئة إلى شيخ قبيلتهم أدلى بها عضو مجلس الأمة سيد حسين القلاف الذي كان ضيفاً على القناة. وأوقفت قناة «سكوب» بثها أمس، احتجاجاً على الاعتداء الذي تعرضت له. وقال المدير العام لقناة «سكوب» محمد السعيد في بيان صحافي: «شهدت القناة فجر أمس اقتحام عدد من أبناء إحدى القبائل لمبناها وتكسير محتوياتها، احتجاجاً على ما ورد على لسان النائب سيد حسين القلاف الذي كان ضيف أحد البرامج التي كانت تبث على الهواء مباشرة، وتطرق من خلالها بشكل غير مباشر لشخصية مهمة في القبيلة من دون أن يذكر اسمه، ما جعلهم يتجهون إلى مبنى القناة ويقومون بتكسير بعض محتوياته». وأضاف أن الآراء التي تصدر من ضيوف القناة لا تمثل وجهة نظر ملاكها، «إذ نحترم القبائل والعائلات في الكويت، فإذا كان ضيف برنامج مع التقدير للنائب سيد حسين القلاف تفوه بما لا يرضيكم، فأقصر وأسهل الطرق هو التوجه إلى النائب العام، ورفع دعوى قضائية استناداً إلى قانون المرئي والمسموع مزودة بنسخة من الحلقة تفعيلاً لدولة القانون». وتابع: «لا نقبل اقتحام مقر القناة، وتكسير محتوياتها، وسنحتكم للقانون وسنرفع دعوى قضائية ضد من اقتحم وكسر المحتويات إيماناً بدولة القانون، وسنرضى بحكم القضاء». من جانبه، أكد وزير الإعلام الكويتي الشيخ محمد عبدالله المبارك أن الحكومة لا تقبل الإساءة إلى أي شريحة في المجتمع الكويتي، أو أي قبيلة، مشدداً على ضرورة استعجال الجهات المعنية في إقرار قانون حماية الوحدة الوطنية. وأضاف أن فريق وزارة الإعلام يعكف على رصد كل ما من شأنه مخالفة قانوني المرئي والمسموع والمطبوعات والنشر تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية» بحق المخالفين، مؤكداً أن التعامل مع هؤلاء سيكون «بشكل صارم وحازم». وانتقد عدد من أعضاء مجلس الأمة الكويتي أمس، الإساءة التي صدرت من زميلهم سيد حسين القلاف، كونها تسببت في إثارة الفتنة، وانتقصت من قبيلة كويتية لها تاريخها العريق في بناء بلادهم. وشدد النائب سالم نملان العازمي على أن «الحكومة إذا عجزت عن تطبيق القانون فسنطبقه على من يقل أدبه علينا». بينما حذر النائب جمعان الحربش الحكومةَ من «التغاضي عن محاسبة قنوات الفتنة، التي أساءت إحداها أمس إلى واحد من الرموز الوطنية»، مشيراً إلى أن «الصمت إزاء ما تبثه هذه القنوات من سموم ستكون كلفته السياسية عالية».ورأى أن الإساءات الى بن جامع جاءت «بسبب موقفه الوطني التاريخي الذي كان من أهم أسباب سقوط حكومة الفتنة ومجلس القبيضة، والإساءة اليه إساءة الى كل الشرفاء». كانت قناة «سكوب» التي تملكها الكاتبة الكويتية فجر السعيد قد تعرضت لاعتداءات عدة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بحجة أن برامجها السياسية، تسيء إلى عائلات كويتية، إذ طالب عدد كبير من الكويتيين بإغلاقها أكثر من مرة، لأن برامجها تثير الفتنة، بحسب ادعاءاتهم، خصوصاً أنه صدر قبل شهرين من الآن حكم يقضي بإيقاف قناة «سكوب» ثلاثة أشهر، وسجن مالكتها فجر السعيد، والكاتب نبيل الفضل، والمذيع أحمد الفضلي لمدة عام لكل منهم، بتهمة سب وقذف مسؤول في الديوان الأميري الكويتي. وتوقفت «سكوب» عن البث لمدة أسبوعين قبل عام ونصف العام، بسبب اعتداء أشخاص من بينهم ديبلوماسيون كويتيون على مقر القناة في العاصمة الكويت، إذ قاموا بتكسير عدد من أجهزة البث، وضرب عاملين في القناة، إضافة إلى اتهامها بالتحريض على انقلاب ضد الحكومة من خلال حلقة من مسلسل «صوتك وصل» الذي عرض في رمضان قبل عامين، وكتبته فجر السعيد.