بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد أصحاب السمو الأمراء أصحاب الفضيلة العلماء أصحاب المعالي والسعادة أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انه لمن دواعي السرور أن أرعى هذه المناسبة الكريمة، التي نحتفي فيها بتسليم جائزة الملك خالد في دورتها الثانية وفروعها الأربعة للفائزين من أبناء هذا الوطن المبارك. جائزة تتداعى الأفكار والمعاني السامية عند ذكرها وذكر من تنتسب إليه، فهي من جهة جائزة تحمل اسم شخصية لها من اسمها أوفر الحظ والنصيب، شخصية جادت بعطائها ونقاء سريرتها وصدق رعايتها لوطن الخير، فجاد عليها رب الكون بحب الخلق ووافر العطاء وأسبغ على سنين حكمها ينابيع الخير وأوجه النماء. سبع سنين مباركة من حكم ملك عادل صالح استلهم من هدي النبوة نبراساً لمسيرته واتخذ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم منهجاً لحكمه، إذ يقول "كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته". خلّد الله اسمه في سجل الخالدين، وأفاء عليه بأبناء بروا بأب غرس فيهم مكارم الأخلاق وصفاء الأنفس، أبناء حرصوا على تخليد اسم والدهم واقترانه بأعمال نافعة يجري خيرها على وطنهم، ومن بينها هذه الجائزة. وكان لهم بفضل الله ثم بفضل صدق نواياهم ما أرادوه، وهي جائزة سامية في أهدافها ومقاصدها وتنوع فروعها والتي شملت جانب الانجاز الوطني والعلوم الاجتماعية والمشروعات الاجتماعية والتنافسية المسؤولة، وهي بذلك التنوع والتحفيز أوجدت بيئة مشجعة لشحذ الهمم والدفع على درجات العطاء الفكري والعلمي والمادي لخدمة الوطن والمواطن، كما أشعلت جذور التنافس للقيام بالأعمال الخيرية والانجازات الوطنية، ولها دور إيجابي في دعم ومساندة جهود الدولة في هذه الجوانب المهمة. ولسمو مقاصد هذه الجائزة وأهدافها فقد تفضل الله عليها وعلى القائمين بها بتوفيقه، وجعلها تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع تليق بأهدافها النبيلة، وبمن تشرفت بحمل اسمه، ولموضوعية معايير الترشيح لنيلها، فقد تميزت بالمصداقية في الاختيار والحيادية والعدالة في الترشيح، ولعل ترشيحها لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في دورتها الأولى لنيل جائزة الانجاز الوطني دليل على ذلك وعلى تقديرها واستشعارها لدوره الكبير والفاعل في مجالات عدة على رأسها التعليم. كما أن ترشيحها في هذه الدورة الثانية لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله للفوز بالجائزة لذات الفرع له وفاء وتقدير يستحق لدور سموه الكبير في المجال الخيري والإنساني الذي بلغ الآفاق وتعدى الحدود وأسهم بشكل فاعل في تطور العمل المؤسسي الخيري والإنساني في المملكة والعالم، رحمه الله رحمة واسعة وأسبغ عليه واسع غفرانه. ولعل مما يقلل من بهجة هذا الحفل غياب صاحب الجائزة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، ولكن الحمد لله إننا مؤمنون بقضاء الله وقدره. ختاماً، أسأل الله تعالى لهذه الجائزة التوفيق والنجاح، وأن يسدد القائمين عليها لكل خير، وأن تكون رافداً ومعيناً للدولة لتحقيق جهودها في الجوانب الخيرية والاجتماعية والتنموية. انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.