من المفترض أن تكون المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» نفذت مساء أمس، والتي تتناول إطلاق سراح 550 أسيراً، إضافة إلى ست أسيرات من اللواتي لم يتم إطلاق سراحهن ضمن المرحلة الأولى. وقال مصدر مصري موثوق به ل «الحياة» إن «الجانب المصري، باعتباره الوسيط في إنجاز هذه الصفقة، سيكون موجوداً إلى جانب ممثلين من الصليب الأحمر لمتابعة التنفيذ الفوري للصفقة وللتأكد من هويات الأسرى، سواء في سجن آيالون للأسرى الذين سيتوجهون إلى غزة عقب إطلاق سراحهم، أم في سجن عوفر للأسرى الذين سيتوجهون إلى الضفة». وأوضح أنه سيتم الإفراج عن الأسير صالح الحموري الذي طالبت السلطات الفرنسية بضرورة إطلاقه باعتباره يحمل الجنسية الفرنسية، وقال: «تدخلنا من أجل الإفراج عنه». وكشف المصدر أن الرئيس محمود عباس أرسل أكثر من خمس رسائل لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عقب إنجاز المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين إسرائيل و «حماس»، يدعوه فيها إلى الوفاء بوعد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت بإطلاق عدد أكبر من أسرى السلطة في السجون الإسرائيلية في حال إنجاز إطلاق الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، لافتاً إلى أن مصر تبنّت مطالب عباس، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تتجاوب مع مطالبه بسبب جمود مسار المفاوضات ولأن الإسرائيليين يعتبرون أنه متشدد ويتحرك في المجتمع الدولي ضدها، إذ لا ترغب إسرائيل في أن ترى أية ضغوط تمارس عليها. وأوضح أن مصر عقدت 3 جلسات تفاوض مع الجانب الإسرائيلي قبل تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة لضمان أن يكون جميع الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم أمنيين وليسوا جنائيين، وللتأكد من عدم إبعادهم، وبأن يكون معظمهم ممن اعتقل قبيل اتفاق أوسلو وأمامه فترة لا تقل عن عام حتى يتم الإفراج عنه. وأعرب عن أمله في إطلاق السجينتين قريباً لأن إسرائيل ما زالت ترفض إطلاقهما نظراً إلى أنهما تحملان جنسية إسرائيلية. وفي رام الله (أ ف ب)، نُصبت حلقات من الأغاني والزغاريد قرب ضريح الرئيس ياسر عرفات، وسط حال من الانتظار التي بدأت باكراً، فيما عُلقت صور أسرى على مركبات كانت تجوب المدينة منذ ساعات الصباح الباكر. وكانت إسرائيل ووزارة شؤون الأسرى الفلسطينية أعلنتا أن إطلاق الأسرى سيتم عند الساعة العاشرة ليلاً، لكن هذا الإعلان لم يمنع أهالي المعتقلين من الحضور باكراً. ووصلت أم محمد طقاطقة وقريباتها باكراً إلى رام الله قادمات من بلدة بيت فجار في الخليل لاستقبال ابنها محمد، على رغم علمهن المسبق بأن إطلاقه سيتم عند منتصف الليل. وجلست أم محمد (57 عاماً) هي وقريباتها أمام ضريح عرفات وقد تزودن بالأطعمة والمشروبات لأنهن يعلمن أن انتظارهن سيكون طويلاً حتى الإفراج عن محمد ضمن المرحلة الثانية من عملية التبادل، وقالت لوكالة «فرانس برس»: «علمنا أن عملية الإفراج ستتم منتصف الليلة، لكننا لا نأمن للطرف الإسرائيلي، لقد أعلنوا أن عملية الإفراج ستتم ليلاً، لكنهم سيطلقون سراح الأسرى صباحاً كما نتوقع». يذكر أن ابنها محمد محكوم بالسجن عشر سنوات بتهم أمنية، أمضى منها خمساً وبقيت له مثلها، وقالت: «ليس المهم أن ننتظر، وأنا أحسب اليوم مثل أي يوم زيارة، إذ كنت أعود إلى المنزل عندما كنت أزور محمد بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً». وقدم يوسف نصار باكراً أيضاً من بلدة دورا في الخليل التي تبعد نحو 60 كيلومتراً عن مدينة رام الله لاستقبال ابن عمه باسم نصار الذي أمضى نحو ست سنوات داخل السجون الإسرائيلية، ولم يتبق على انتهاء محكوميته سوى شهرين. وقال نصار (64 عاماً): «هذه الصفقة مهزلة. لا يصح أن يحسب من بقي له شهران من الحكم ضمن هذه الصفقة». وقال منسق الهيئة العليا للدفاع عن الأسرى أمين شومان لوكالة «فرانس برس»: «سيكون هناك استقبال رسمي للأسرى بمشاركة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمناء العامين للفصائل». في المقابل، قال الناطق باسم وزارة الداخلية إيهاب الغصين عبر موقع «حماس»، إن الحركة نظمت برنامج استقبال رسمياً حافلاً للمعتقلين الذين سيصلون إلى غزة، وعددهم 41 معتقلاً، في معبر رفح.