هل تقبل أن تدفع ثلاثمئة ألف ريال، مقابل الحصول على رقم هاتف موبايل مميز؟! على رغم «ضخامة» الرقم، إلا أنه بعد الإطلاع على سوق المزايدات الحاصل في عدد من المواقع الإلكترونية، ستجد أن هناك رواجاً لهذه الفكرة، تصل إلى مستوى «الندية والتحدي»، على أمل الظفر بأحد الأرقام، ما يوصل المزاد إلى أرقام «فلكية»، ومن مزايدين غير معروفين. وتتناقض هذه الأرقام مع كل ما يروج له من وجود «نكسات اقتصادية» أثرت على مستوى معيشة المواطن السعودي طوال العقد الماضي، كان أبرزها كارثة سوق الأسهم» في العام 2006. وكذلك زيادة معدل العاطلين عن العمل، كما أبرز ذلك برنامج «حافز» الذي تقدم له ما يقرب من مليوني عاطل وعاطلة. وساهمت هذه «النكسات» في انتشار لغة «التشكي» بين المواطنين في مجالسهم، ومواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت، إلا أن بقاء الاهتمام في المظاهر، وبهذه المبالغ «الكبيرة»، يطرح تساؤلاً عن كيفية المقاربة بين ما يقال، وبين ما يتم ممارسته على أرض الواقع. إذ لم يعد محصوراً في أرقام الهاتف الموبايل. ولكن أيضًا عبر رقم لوحات السيارات، ومسابقات الهجن، وغيرها. وبعدما كان الأمر محصوراً عبر مواقع عامة في الانترنت، تروج للأرقام والمقتنيات المميزة، دخلت على الخط شركات الاتصالات عبر مواقعها الإلكترونية، بقصد إيجاد مزاد خاص بها. وبررته «موبايلي» بأن الهدف منه «دعم الجمعيات المُصرحة في المملكة، إذ يذهب جزء من ريع المزاد لدعم هذه الجمعيات». وتسببت هذه المبادرة في انقسام المتابعين بين مؤيدين لتوظيف الجانب الإنساني، وبين رافض لتأصيل قيم المزايدة من الأساس. كما طرح تساؤلاً حول إن كانت هذه المبالغ كما تزعم «موبايلي» سيتم تحويلها إلى الجمعيات الخيرية أم لا. ورد نائب الرئيس التنفيذي بالاتصال والعلاقات العامة في «موبايلي» حمود الغبيني، بالقول في تصريح ل «الحياة»: «هذا هو المزاد الثاني الذي نقيمه هذا العام، لعدد من الأرقام المميزة، إذ سبق أن أقيم الأول في شهر نيسان (أبريل) الماضي، على 15 رقماً مميزاً. وحقق إيرادات بلغت 6.7 مليون ريال، ذهبت بالكامل لصالح 10 جمعيات صحية خيرية في المملكة. أما هذا المزاد، فجزء من ريعه يذهب أيضاً لعدد آخر من الجمعيات الخيرية المصرح لها. وهذا جزء من مسؤوليتنا الاجتماعية». ولفت الغبيني، إلى هدف آخر، هو «خلق روح جديدة للتبرع، أو دعم الجمعيات المصرح لها، من خلال وسائل أخرى». وأضاف «مكنا مشتركينا من التبرع بنقاطهم المكتسبة عبر برنامج «نقاطي» لصالح جمعية الأطفال المعوقين، كجزء من المعاصرة، من خلال إضافة الجمعية لشركاء البرنامج». وعن كيفية ضمان وصول هذه المبالغ، قال: «نحن نقوم بالتنسيق مع هذه الجمعيات، لإقامة حفلة مُبسطة، لتسليم المبالغ في حضور الرئيس التنفيذي للشركة ومسؤولي الجمعيات الأخرى، إضافة إلى إعلاننا في وسائل الإعلام عن ذلك».