أبو ظبي - أ ف ب - ضمن منتدى الصقارة المنعقد على هامش مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة الذي اختتم فعالياته أمس، اكد متحدثون أن رياضة الصقارة بدأت في الجزيرة قبل أكثر من عشرة آلاف سنة. وكان مدير عام هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي أوضح ان «دلائل اثرية كثيرة أشارت إلى انطلاق رياضة الصقارة في الجزيرة العرببة لتغني مائدة البدو الصحراويين الفقيرة آنذاك». وهو ما اكدته دراسة المؤرخ حسن محمد عبدالله النابودة التي بينت أن «العرب اولعوا بصيد الجوارح في مختلف عصورهم ولم تكن هذه الرياضة حكراً على الخلفاء والأمراء وكبار رجال الدولة، بل غدت رياضة يشترك فيها أبناء الخاصة والعامة على السواء». وأضاف: «إنها ضرب من ضروب الرزق ومتعة من متع النفس، ولون من ألوان الفروسية أيام السلم زاولوها وأغرموا بها فأصبحت من مظاهر الحضارة، وهي تحتاج إلى معدّات الصيد كالفهود والكلاب والخيول الاصيلة، اضافة إلى البيازرة والمساعدين». وأشار النابوده الى ان «هذا الاهتمام ساهم في تطور علوم وفن صيد الجوارح عبر العصور وقد عرف لدى العرب بفني البيزرة او البردزره وهو علم احوال الطيور الجوارح وتربيتها. وخصص الخلفاء والأمراء العرب ادارة يتولاها شخص مختص يطلق عليه صاحب الصيد. وحظي علم البيزرة باهتمام عدد من المؤلفين العرب في فترة متقدمة من التاريخ العربي، وذكر في كتاب ابن النديم «الفهرست» وأيضاً في كتاب «منافع الطير» للحجاج بن حيثمة وهو اقدم ما وصل إلينا من كتب البيزرة باللغة العربية. وفي زمن الخليفة هارون الرشيد، ظهر مؤلفان مشهوران في علم البيزرة، الاول لغطريف بن قدامة والثاني لابراهيم البصري. ثم توالى بعد ذلك ظهور عدد كبير من التصانيف في هذا العلم.