كشف السفير الأيرلندي لدى السعودية الدكتور نيال هولوهان عن تزايد أعداد الطلاب السعوديين في بلاده خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ وصل عددهم الآن نحو 1300 مبتعث، بينما هناك مئات الطلاب الذين يدرسون على حسابهم. وأضاف في حوار مع «الحياة»: «لا نضع أية معوقات أمام قدوم الطلاب السعوديين إلى أيرلندا، خصوصاً أنه يوجد لدينا طاقم عمل لتأشيرات الدخول يعمل لتسليم التأشيرة خلال 24 ساعة من استلام طلب إصدارها»، مشيراً إلى أن هناك مستندات معينة يجب إرفاقها مع طلب التأشيرة. وذكر أن الجامعات في بلاده يعود تاريخها إلى أكثر من 400 سنة حاملة تقاليد الامتياز مدة طويلة في أيرلندا، وعدد كبير مما كانت تسمى بالكليات التقنية التي أصبحت معاهد تكنولوجيا للتدريب المهني، لافتاً إلى وجود وسائل أكاديمية شاملة للطلاب السعوديين. وفي ما يأتي نص الحوار: السعودية لديها أكثر من 100 ألف مبتعث في دول عدة، ومستمرة في برنامج الابتعاث، هل لدى أيرلندا رغبة في استقبال أعداد كبيرة من الطلاب؟ وكيف يمكن أن تنافس دولاً عريقة في التعليم؟ - يأتي الطلاب السعوديون للدراسة في أيرلندا تقليدياً على المدى الطويل، أما في الأعوام الأخيرة بدأ العدد يتزايد بشكل مرض ونحن سعداء لرؤية ذلك يحدث. لدينا مميزات تعليم جيدة بمعايير ذات مستوى عال مع معاهد من الدرجة الثالثة معترف بها على مستوى العالم، وهناك مستويات مختلفة في معايير التعليم، وبدأ بتعلم اللغة الإنكليزية لدراسة الطب والهندسة، إضافة إلى مؤهلات مهنية. ووردنا من أيرلندا أن الطلاب مستقرون بشكل جيد، حيث إن المجتمع الايرلندي يرحب بالسعوديين، وفي المقابل يبدو أن الطلاب تأقلموا مع البيئة المحيطة في أيرلندا، خصوصاً أن الأجواء باردة وممطرة. بماذا تتميز أيرلندا عن غيرها من الدول من الناحية الأكاديمية؟ - نحن في تيار التقاليد الأكاديمية الأوروبية، وبعض جامعاتنا يعود تاريخها إلى أكثر من 400 سنة حاملة تقاليد الامتياز مدة طويلة في أيرلندا، وأيضا لدينا 7 جامعات وطنية، وعدد كبير مما كانت تسمى بالكليات التقنية التي أصبحت معاهد تكنولوجيا للتدريب المهني، والطلاب الذين يريدون تعلم مهنة مربحة أو محترفة ومن ثم يعود إلى بلاده ليشارك في الأنشطة التي تعتبر له كعامل خبرة في بلاده، ويوجد لدينا وسائل أكاديمية شاملة للطلاب السعوديين، وأعتقد أننا من البلدان التي تتحدث أفضل لغة إنكليزية حول العالم، وكذلك تقاليد عريقة في تدريس اللغة منذ أعوام. ما التخصصات التي تحظى بالإقبال للدراسة؟ وكم نسبة تعثر الطلبة السعوديين دراسياً؟ - هناك نطاق واسع من التخصصات الأكاديمية التي يلتحق بها الطالب السعودي، وأتوقع أن أولها وأبرزها هو الطب، وتوجد ترتيبات منذ وقت طويل بين وزارة الصحة وكلية الجراحة الملكية الأيرلندية، التي هي معهد طب أكاديمي عمرها إلى أكثر من 200 سنة، ودربت عدداً كبيراً من الطلاب السعوديين في الأعوام القليلة الماضية. لا أعلم ما هي نسبة تعثر الطلاب السعوديين، لكن ما أعرفه هو أن العدد ليس بكبير، وأي طالب يلتحق بكلية الجراحة يكون مقصده الرئيسي الانتهاء من المقرر التعليمي، وأتمنى أن يكون عدد السعوديين الملتحقين بها كبيراً. تواجه بعض السعوديين الراغبين بالدراسة في بعض الدول صعوبات في ما يتعلق بالتأشيرات، كيف هو الأمر بالنسبة لكم؟ - على مستوى آخر بالتأكيد هي تتراوح من التدريب على اللغة الإنكليزية إلى المؤهلات المهنية والدرجات الأكاديمية، وبعض الطلاب قد يقضي عاماً واحداً في أيرلندا لدراسة اللغة، لكن الآخرين يأتون لقضاء ثلاثة أو أربعة أو خمسة أعوام لإتمام دراسات أخرى، وأنا متأكد أن معدل النجاح مرتفع لهؤلاء، وسنقدم لهم كل القدرات لضمان تفوقهم في أيرلندا ونجاحهم المهني في المستقبل. كم مدة استخراج التأشيرات؟ وما الإشكالات في عملية الإصدار؟ - لا نضع أية معوقات أمام قدوم الطلاب السعوديين إلى أيرلندا، وجندنا طاقماً لتأشيرات الدخول يعمل لتسليم تأشيرة الدخول خلال 24 ساعة من استلام طلب إصدار التأشيرة، ولو سألت أي طالب سعودي سبق أن قدم على التأشيرة إلى أيرلندا لوجدت انه لم يواجه أية صعوبة في الحصول عليها، لكن يجب عليهم إرفاق مستندات معينة تؤكد قبولهم في المقرر الدراسي وضمن برنامج وزارة التعليم العالي في السعودية وفي حال حصولهم على مستند الوزارة يمكن له الحصول على التأشيرة. كم يبلغ عدد الطلبة السعوديين في ايرلندا؟ وهل تسعون إلى رفع أعدادهم؟ وكيف تنظرون إلى تأثيرهم إلى المملكة؟ - من الصعب إعطاء رقم معين، لكن وصل عدد الطلاب حالياً إلى 1300 ملتحق بالبعثة، ومئات الطلاب السعوديين يدرسون اللغة الإنكليزية على حسابهم الخاص ومن المحتمل أنهم يعدون أنفسهم للالتحاق بالبعثة، وأعتقد أن هناك نحو 2000 طالب سعودي حالياً في ايرلندا. نلاحظ أن هناك تزايداً في عدد الطلاب السعوديين، لكننا في الوقت نفسه لا نريد رؤية هذا التزايد بالأعداد بشكل سريع لأنه من المهم أن يستفيد الطالب السعودي وليس أن يختلط بأبناء بلدته فقط لأننا نود منهم أن يختلطوا بالمجتمع الأيرلندي المحلي ويتعلموا لغته وثقافته، ولتطبيق ذلك يجب التقدم بخطوات بطيئة وليس باستقبال أعداد كبيرة. في ما يخص معاهد تدريس اللغة الإنكليزية، يشكو بعض المبتعثين من تركيزها الأساسي على الهدف المادي، وعدم الاهتمام بالجانب التعليمي. ما تعليقك؟ - يمكن أن يحدث ذلك في أي بلد، فهناك معاهد للتدريس يكون هدفها الربح فقط لكن هنا في أيرلندا نظام التعليم تديره الحكومة ممثلة في وزارة التعليم. وجميع المعاهد يجب أن يكون لها عائد ربحي، بيد أن الهدف الأساسي في معاهد التعليم في أيرلندا هو توفير التعليم الجيد للطلاب الأيرلنديين والأجانب بمن فيهم الطلاب السعوديون. أتمنى ألا يواجه الطالب السعودي مشاكل من المعاهد الأيرلندية، فلا يوجد هناك سبب لحدوث ذلك، إضافة إلى أننا نريد إعطاء قيمة جيدة للطلاب السعوديين القادمين إلى أيرلندا في مقابل المال الذي يدفعونه، وهذه عملية منفعة متبادلة تعود على كلا الطرفين، وإلا فان نظام التعليم الدولي لن يعمل بشكل مناسب. كيف تنظرون إلى ثقافة الطلاب السعوديين، ومدى تفاعلهم مع الشعب الأيرلندي؟ وهل هناك أية عوامل اجتماعية مشتركة تجمع بين السعوديين والأيرلنديين؟ - بالتأكيد عندما يأتي الطلاب السعوديون تبدو أيرلندا بلداً غريباً بالنسبة لهم، لكنهم سيتواءمون معها جيداً، فالمهم أن يتقن الطالب اللغة المحلية حتى يتمكن من التواصل بشكل صحيح ليس فقط من أجل الغرض التعليمي وإنما القدرة على التواصل مع العالم من حوله، بعد تجاوزهم هذه المرحلة أعتقد أنهم سينسجمون مع المجتمع الأيرلندي بشكل جيد جداً فبالتالي سيجدون الترحيب. العرب والأيرلنديون لديهم تشابه نوعاً ما في الشخصيات وفي روح الدعابة، ونحن نرى العالم يتشابه إلى حد بعيد في عدد من القضايا بما فيها السياسية، ومن رأيي أن الطالب العربي في أيرلندا يشعر وكأنه في منزله أكثر من أي مكان آخر في أوروبا. ما أبرز الملاحظات أو المشكلات التي تؤخذ أو ترصد على الطالب السعودي؟ الطلاب يعودون إلى موطنهم متعبين لبعد المسافة فهم يفرحون بالعودة إلى الوطن لرؤية أهاليهم لكننا في نفس الوقت يسرنا مجيء أهالي الطلاب السعوديين إلى أيرلندا لزيارة أبنائهم وبناتهم، ما جعلنا نبدأ في تطوير منشآتنا السياحية، فأصبح هناك روابط سياحية مع المملكة العربية السعودية. معظم الطلاب السعوديين سعداء وهم يدرسون بشكل جيد، فعند عودتهم إلى المملكة يكونون بمؤهلات وكفاءات لا تعود بفائدة عليهم فقط، وإنما على المواطنين السعوديين أيضاً، الذين يحتاجون إلى المؤهلات لتزويدهم بالمهارات والخبرة التي تستوردها المملكة العربية السعودية حالياً من جميع أنحاء العالم. وسياسة التعليم في المملكة في ابتعاث الطلاب إلى الخارج ستعود بفائدة عظيمة على المدى الطويل لبناء مهارات المجتمع في المملكة.