تونس - «الحياة»، أ ف ب - عقد «المجلس الوطني السوري» الذي يمثل غالبية تيارات المعارضة ضد النظام السوري، اجتماعاً يستمر ثلاثة أيام في تونس لبحث خطة عمل المعارضة لإنجاح التحركات على الأرض الهادفة إلى تغيير النظام. وقال رئيس المجلس برهان غليون عشية افتتاح المؤتمر إن «الأسد انتهى وسورية ستصبح ديموقراطية والشعب سيكون حراً أياً كان الثمن». وأضاف إن هذا الاجتماع يهدف إلى تحقيق «تنسيق وتنظيم المعارضة لوقف القتل اليومي الذي يمارسه النظام الإجرامي» السوري. وأكد أنه «يجب توحيد المعارضة لإعطائها مزيداً من القوة. علينا أن ننجز هذا المؤتمر بتنظيم أكبر وتوجهات أوضح ومزيد من الطاقة». ويتوقع مشاركة حوالى مئتين من أعضاء المجلس في المؤتمر في العاصمة التونسية. ويضم المجلس الوطني السوري الذي ولد في نهاية أيلول (سبتمبر) في إسطنبول معظم التيارات السياسية وخصوصاً لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات على الأرض والليبراليين والإخوان المسلمين الحركة المحظورة منذ فترة طويلة في سورية وأحزاباً كردية وآشورية. وولدت حركات معارضة أخرى منها «اللقاء الوطني للقوى الثورية» الذي أعلن محمد بسام العمادي سفير سورية السابق في السويد، تأسيسه أول من أمس في إسطنبول حيث يتمركز «الجيش السوري الحر» الذي يضم الجنود الفارين من الجيش السوري وعلى اتصال مع المجلس الوطني السوري. وأكد العمادي أن المجلس الوطني السوري اعترف بحركته وقبلها في صفوفه. من جهته، أوضح هوزان إبراهيم العضو في الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري: «علينا جمع مجموعات المعارضة الرئيسية وأن ننظم أنفسنا في شكل أفضل داخل سورية وخارجها والعمل على برنامج سياسي من أجل سورية ما بعد بشار». وبدأ المؤتمر عند الساعة 17 تغ في فندق كبير في قمرت الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية بحضور سفراء أجانب ونواب تونسيين وممثلين عن منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان، كما ذكر ممثل المجلس في تونس عبد الله تركماني. وستجرى مناقشات أعضاء المجلس اليوم وغداً في جلسات خاصة بينما أنشئت ثماني لجان للعمل على حماية المدنيين وقضايا حقوق الإنسان والعلاقات الخارجية واتصالات المعارضة. ومن المقرر عقد مؤتمر صحافي الاثنين بعد الاجتماعات. وقال غليون: «لن نوفر أي جهد لوقف القتل. لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي، إنها مسألة تتعلق بالضمير لكل مسؤولي العالم». إلا أنه لم يعلن عن موقف واضح عن إمكانية تدخل خارجي، معتبراً أنه «يجب مناقشة الخيارات مع مجلس الأمن الدولي». في موازاة ذلك، قال الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي الذي تستضيف بلاده مؤتمر المعارضة السورية، في مقابلة مع قناة «فرانس 24» إنه يعارض التدخل الأجنبي في سورية. وقبل ساعات من افتتاح مؤتمر المجلس الوطني، قال المرزوقي: «قلبي مع سورية وتضامني معها. آسف لأنها (الأمور) انزلقت نحو العنف وبدأت قصة التدخل الأجنبي. أنا طبعاً ضد التدخل الأجنبي» في سورية. غير أن المرزوقي شدد على أن ذلك لا يعني أن «أبرر الدكتاتورية التي أدت إلى انزلاقات». وأضاف: «أتمنى أن يتوحد أشقاؤنا السوريون في الداخل والخارج وأن يقوموا بدورهم حتى تبقى الثورة ديموقراطية سلمية لا طائفية ومن دون تدخل أجنبي». ودعا المرزوقي المسؤولين السوريين إلى أخذ العبرة مما حدث في ليبيا. وقال في هذا السياق: «أهيب بالمسؤولين السوريين أن يتعظوا بما وقع في ليبيا. فالمعركة خاسرة سلفاً وهم يسبحون ضد التيار» السائد في المنطقة العربية. وأعرب المرزوقي عن تأييده لمخرج سلمي للأزمة في سورية ومنح رئيسها حق اللجوء. وقال في هذا الصدد: «من الممكن أن نجد مخرجاً... مثلاً حق لجوء العائلة (الحاكمة في سورية) إلى روسيا أو إلى أي بلد آخر، المهم أن نجد منفذاً ومخرجاً لحقن الدماء»، مضيفاً «إن الحياة أهم من العدالة».