أعلن وزير الدفاع التونسي غازي الجريبي أن الحكومة اتخذت قراراً باجتياح الجبال المتاخمة لمحافظتي جندوبة والكاف شمال غربي البلاد لتعقب المسلحين المتحصنين هناك، فيما قدم رئيس الوزراء مهدي جمعة مشروع قانون الموازنة إلى رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر في انتظار بدء عملية المصادقة عليه الاثنين المقبل. وقال وزير الدفاع عقب تأبين ضحايا انفجار الكاف (4 عسكريين)، إن الخسائر في صفوف العسكريين والأمنيين هي نتيجة حتمية لحماية الشعب التونسي، مضيفاً: «لو لم نبادر بالصعود إليهم في الجبال لكانت الخسائر أكثر بكثير». وكانت السلطات التونسية أعلنت الأربعاء الماضي، مقتل 4 جنود وإصابة آخرين في انفجار لغم أرضي بعد مرور سيارة عسكرية من نوع «هامر» فوقه في أحد المسالك الجبلية في محافظة الكاف شمال غربي البلاد على الحدود التونسية- الجزائرية. وأوضح وزير الدفاع غازي الجريبي أن بلاده «تعيش حرباً ضد الإرهاب تهم كافة فئات الشعب، مشيراً إلى أن إصرار الجيش والأمن يزيد لمواصلة المعركة ضد الإرهاب والإرهابيين». واعتبر أن المسلحين يعمدون إلى زرع الألغام في الجبال لأنه ليست لديهم القدرة على المجابهة والانتصار على الدولة. وجاء هذا الانفجار في وقت تعيش مناطق الشريط الحدودي الممتدة من محافظة القصرين (وسط غرب) إلى محافظة جندوبة (شمال غرب) مروراً بمحافظة الكاف (شمال غرب) توتراً أمنياً منذ أسبوعين وعمليات تمشيط ومداهمات شملت مخابئ أسلحة ومغاور يتحصن فيها مسلحون يتبعون تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. في سياق متصل، أعلنت وزارة الشؤون الدينية في بيان أمس، إنهاء تكليف إمام جامع بن قردان (محافظة مدنين جنوب شرقي البلاد) بعد أن ثبت لديها رفضه إقامة صلاة الجنازة على جثمان أحد ضحايا العسكريين الذين سقطوا في الكاف. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية تناولت أول من أمس، خبراً مفاده أن أحد الأئمة محسوبين على التيار السلفي الجهادي رفض صلاة الجنازة على الجندي ووصفه ب»الطاغوت»، ما آثار غضباً واحتقاناً شعبياً. وشددت الوزارة على رفضها وتصديها لكل فكر تكفيري على منابرها، داعيةً الأئمة إلى «الالتزام بخطاب ديني وسطي معتدل يجمع ولا يفرق والتلي بروح المسؤولية والوطنية». وأعادت هذه الحادثة إلى الواجهة، مطلب تحييد المساجد التونسية واسترجاعها من يد الجماعات المتشددة. وكانت وزارة الشؤون الدينية أعلنت سابقاً أن عدد المساجد الخارجة عن سيطرتها 150 مسجداً. في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها نشوب حريق ليلة الخميس-الجمعة في جبل «بوقرنين» في محافظة بن عروس جنوب العاصمة التونسية أتى على 11.8 هكتاراً من الأشجار الغابية. وأكدت الوزارة أنه تمت السيطرة على الحريق ومنع تسربه إلى المناطق المجاورة. وأتت هذه الحادثة بعد شهر من نشوب حريق في منتزه النحلي الجبلي القريب من العاصمة التونسية، ما آثار شكوكاً بأن تكون هذه الحرائق مدبرة.