أطلقت أمانة عمّان الكبرى سابقاً، على أحد شوارع العاصمة الأردنية اسم الكاتب والروائي الراحل مؤنس الرزاز، كما أطلقت على المسرحين الوحيدين في المركز الثقافي الملكي، اسمي هاني صنوبر الذي يعد الرائد والمؤسس الفعلي للمسرح الأردني، والمسرح القومي السوري، والمسرح في قطر، ومحمود أبو غريب الذي أمضى فترات كبيرة في مضمار المسرح والدراما التلفزيونية. وبعدما أسقطت وزارة الثقافة اسمي الأخيرين من الذاكرة الفنية، ولم تدرجهما في برامج وكتيبات تصدر عن المركز الثقافي الملكي التابع لوزارة الثقافة، أثار فنانون الموضوع في الرأي العام الفني المحلي. ويقول رئيس رابطة الفنانين الأردنيين سابقاً محمد القباني ل «الحياة»: «أعتقد أن مجتمعنا لا يزال يفكر بعقلية الفزعة، فبعد موت المرء خصوصاً إذا كان رجلاً عاماً أو فناناً، ينبري الجميع للتحدث عن مناقبه، وطرح فكرة إطلاق اسمه على شارع، أو على مرفق له خصوصية بطابع عمله، كما حدث مع فنانين مهمين جداً، وهما هاني صنوبر ومحمود أبو غريب، اللذان كان لهما الأثر الكبير في صناعة الدراما المحلية والعربية. الأول، وقد أطلق اسمه على المسرح الرئيس في المركز الثقافي الملكي، والثاني على المسرح الدائري، ونشر ذلك في الصحف المحلية. ولكن بعد مضي سنوات على ذلك، يغيّب النسيان اسميهما، بعدم ذكرهما في الأدبيات الخاصة بهذين المسرحين في برامج المركز الثقافي الملكي، سواء الداخلية أو الإعلامية». ويوضح الفنان زهير النوباني: «عندما أُطلق اسماهما على المسرحين، كان ذلك تكريماً لهما ولذكراهما، فصنوبر هو مؤسس المسرح الأردني، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه له، كما أن أبو غريب، رائد الأعمال التلفزيونية، هو من أوائل الممثلين المسرحيين في البلاد ومن المشاركين في الأعمال الإذاعية». ويضيف: «لا يجوز إطلاقاً تغييب هذين الاسمين، ولا يحق لأي أحد اتخاذ قرار بهذا الشأن، ومرفوض هذا التوجه بتاتاً، لأن قرار تكريمهم لم يكن مزاجياً، بل جاء مدروساً وتقديراً لما قدماه من إنجازات ستظل علامات باسقة في تاريخ الفن الأردني». ويرى الفنان محمد العبادي أن هذه الأماكن لها تاريخ، ولا يجوز تجاهل من ساهم في إبرازهها ونهوضها، مؤكداً أنّ القرارات الرسمية بتغيير أسماء المعالم أو تثبيتها لا يلعب دوراً ذا أهمية كبيرة في تحديد الاسم المتداول لهذا المعلم أو ذاك، ففي النهاية تظل الكلمة الأخيرة للثقافة الشعبية والذاكرة الجماعيّة التي تتغلب على القرارات الرسمية. ويقول الأمين العام لوزارة الثقافة المدير العام للمركز الثقافي الملكي محمد أبو سماقة: «ثمة فنانون يطلقون على المسرح الأصغر محمود أبو غريب، وآخرون المسرح الدائري، بينما ليس لدي فكرة عن المسرح الأكبر، لأن هذا الأمر حدث قبل تعييني مديراً للمركز». ويؤكد مدير المسرح والفنون عبدالكريم الجراح أن تغييب صنوبر وأبو غريب عن كتيبات المركز وإعلاناته يأتي من باب الاختصار فقط! وتعذّر الاتصال بوزير الثقافة صلاح جرار لمعرفة رأيه في هذه المسألة، لانشغالاته الدائمة، وفق مدير مكتبه أحمد عون، ومسؤولة الإعلام في الوزارة حنان دغمش. أياً يكن الأمر، لا تلبث الذاكرة الجماعية أن تستعيد ذكرى أشخاص، كما حدث مع صنوبر وأبو غريب، فقد بدأ الرأي العام الفني الإشارة إليهما في مختلف النشاطات والأحداث من باب واجب الوفاء الذي يتعين على الأحياء تقديمه لذلك العطاء ولتلك الذكرى.