ريو دي جانيرو - أ ف ب (خدمة دنيا) - احتفالاً ببلوغه العام الرابع بعد المئة، قام المهندس المعماري البرازلي أوسكار نيماير بالأمر المفضل لديه، وهو زيارة مشغله بنوافذه الزجاجية الواسعة المطلة على شاطئ كوباكابانا حيث أطلق عدداً جديداً من مجلته «نوس كامينو». المهندس المعماري الذي صمم مدينة برازيليا، تعمّد إصدار العدد الحادي عشر من هذه المجلة الفصلية المكرسة للهندسة المعمارية والأدب والفن ليتزامن مع عيد ميلاده. وتحتل صورة مشروع مسجد الجزائر العاصمة الذي صممه عام 1961، لكن لم يُبنَ، غلاف «ريفيستا نوسو كامينو» (مجلة طريقنا) لأن المشروع قيد التشييد راهناً في مدينة وهران. ويصدر المهندس المعماري هذه المجلة مع زوجته فيرا لوسيا التي تزوجها وهو في سن الثامنة والتسعين. ومع أنه غالباً ما يكرر أن «تجاوز عمر المئة أمر مقيت»، أكد لبعض الصحافيين خلال حفلة استقبال مع أفراد عائلته والأصدقاء في مشغله، أنه سعيد في حياته «لأنني أرى البرازيل تتحسن وهي في وضع أفضل»، موضحاً أن «الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003 - 2010) كان رئيساً كبيراً وصديقاً للشعب». وقال أحد المدعوين وهو نائب حاكم برازيليا تادو فليبيلي: «هو في سن الرابعة بعد المئة لكن يبدو في سن الثمانين ويريد أن يكون في العشرين من العمر!». أما النبأ غير السار الذي تلقاه نيماير فكان إغلاق مجمع إفيليس (إسبانيا) الثقافي الذي دشن العام الماضي. وقد أغلقت «الساحة المفتوحة على العالم» التي تصوّرها نيماير، أبوابها لأن حكومة منطقة إستورياس تتهم القيمين عليها بالإنفاق المفرط. ويتوجه نيماير المعروف بزخمه الابتكاري يومياً إلى مشغله على رغم مشاكله الصحية، فقد أدخل العام الماضي إلى المستشفى مرات عدة وخضع لجراحة لاستئصال ورم من القولون. ويشارك أيضاً في اجتماعات المجلة التي أسسها «للتواصل مع الشباب» على ما يقول هذا الرجل الذي حافظ على إيمانه بالشيوعية. ويشير عنوان المجلة «نوسو كامينو» الذي اختاره بنفسه إلى «الأصدقاء ورفاق الدرب في حياتي». 600 مشروع معماري وفي العدد الجديد، تكريم للشاعر والمغني والمؤلف الموسيقي فينيسيوس دي موراويس أب موسيقى البوسا نوفا الذي كان أحد أصدقائه المقربين. ولد مهندس العاصمة البرازيلية في 15 كانون الأول (ديسمبر) 1907 في ريو دي جانيرو وصمم أكثر من 600 مشروع معماري في العالم. وهو لا يزال يدير مشاريع عدة، من بينها تجديد جادة سامبودرومو في ريو التي تستضيف منذ عام 1984 عروض الكرنفال الرائعة. وتهدف عملية التجديد إلى تكييف الجادة مع دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها المدينة عام 2016. ويعمل أيضاً على مشروع مكتبة الجزائر. وقال الرجل الذي أحدث ثورة في الهندسة المعمارية الحديثة من خلال خطوطه المنحنية المثيرة المستوحاة على ما يقول «من جسد امرأة برازيلية»، في آب (أغسطس) الماضي إن ثمة أموراً لا يزال يرغب في القيام بها منها «مشروع جميل لشاطئ كوباكابانا». وأضاف ممازحاً «سئلت مرة ما رأيي في الحياة. فقلت: طالما أن إلى جانبي امرأة لا يهمني شيء!».