لم يكد يمض يوم واحد على وفاة 3 طلاب (اثنين منهم احتراقاً) وإصابة 3 آخرين في حادثة مرورية مروعة قرب بلدة الريان في وادي جازان (20 كيلومتراً شرق مدينة جازان)، حتى وقعت حادثة مأسوية أخرى لا تقل عن سابقتها، إذ أدى انقلاب سيارة على طريق الفطيحة – رجال ألمع أمس إلى احتراقها وتفحم جثث 3 طلاب كانوا فيها، وإصابة اثنين آخرين بإصابات بالغة. وأوضح الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة جازان الرائد عبدالله القرني ل«الحياة»، أن سيارة «هايلوكس» يستقلها خمسة شباب سعوديين تراوح أعمارهم بين 17 و20 عاماً انقلبت على طريق الفطيحة – رجال ألمع (شمال شرق مدينة جازان)، ما أدى إلى وفاة 3 منهم احتراقاً، فيما جرى إسعاف شخصين آخرين إلى مستشفى الدرب ولا يزالان يتلقيان العلاج. وذكر مدير العلاقات العامة والإعلام باسم المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة جازان سراج دخن، أن مستشفى الدرب استقبل 3 جثث متفحمة ومصابين اثنين، جرى تحويلهما إلى مستشفى بيش العام، ثم نقل أحدهما إلى مستشفى الملك فهد لخطورة حالته، إذ يعاني من حروق من الدرجة الأولى، في حين تعرض المصاب الثاني إلى حروق في الوجه. وعلمت «الحياة» أن المتوفين هم مفزع مروعي جابر الحقوي، ومحمد لاحق حقوي، وخالد عايل الحقوي. من جهته، قال الناطق الإعلامي باسم المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة جازان النقيب يحيى القحطاني، إن بلاغاً ورد إلى إدارة الدفاع المدني في الدرب فانتقلت فرق الإسعاف والإنقاذ والإطفاء إلى موقع الحادثة وجرى نقل ثلاث جثث متفحمة إلى مستشفى الدرب، مشيراً إلى أن الموقع سلّم إلى جهة الاختصاص. وكانت سيارتان اصطدمتا قرب بلدة الريان في وادي جازان أول من أمس واشتعلت النار فيهما، ما أدى إلى وفاة 3 طلاب في المرحلة الثانوية وإصابة 3 آخرين ومواطن بجروح وحروق شديدة. وشيعت جموع من أهالي بلدة الكواملة في وادي جازان فجر أمس الطلاب الثلاثة بحضور عدد كبير من زملاء الطلاب ومعلميهم. ونقل المدير العام للتربية والتعليم في منطقة جازان شجاع ذعار تعازي وزير التربية والتعليم إلى ذوي الطلاب المتوفين، وسأل المولى أن يلهمهم الصبر والسلوان، كما زار الطلاب المصابين في مستشفى الملك فهد، واطمأن على حالتهم الصحية والتقى ببعض أولياء أمورهم، متمنياً لهم الشفاء العاجل. وذكر قريب أحد الطلاب الذي وقف على الحالات في المستشفى، أن قائد المركبة يدرس في الصف الثالث بثانوية الواصلي، ويرقد الآن في العناية المركزة، في حين أن أحد المتوفين ابن خالته يبلغ من العمر 13 عاماً أخرجته فرق الإنقاذ متفحماً من المقعد الخلفي. وطالب عدد من أهالي وادي جازان بإنشاء مركز للدفاع المدني تفادياً للتأخير في مباشرة الحوادث، إذ إن أقرب مركز للدفاع المدني يقع في جازان وأبي عريش بعيداً عنهم نحو 25 كيلو متراً. وأكد مدير الدفاع المدني في المنطقة العميد حسن القفيلي، أن افتتاح مركز في وادي جازان من الأمور التي لها أولوية. وتابع: «آلمتنا الحادثة التي باشرتها فرق الإنقاذ والإطفاء والإسعاف وراح ضحيتها 3 طلاب، ونسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفي المصابين».