اعلن الرئيس بارك أوباما أمس ان القوات الاميركية ستغادر العراق مخلفة وراءها «بلداً مستقراً وتنهي فصلاً من اغرب الحروب في التاريخ العسكري» وبدأ مئات العراقيين في الفلوجة أمس سلسلة احتفالات لمناسبة قرب اكتمال عملية انسحاب القوات الاميركية من البلاد، فيما انتقدت «القائمة العراقية» بزعامة إياد علاوي زيادة عدد الأميركيين العاملين في العراق وأعلنت ان ذلك «سيسمح لجهات خارجية بتعزيز تدخلها ويجعل الحكومة رهينة الرغبات والإرادات الأميركية». وتحت عنوان «يوم انطلاق المقاومة في الفلوجة يوم العراقيين جميعاً»، تجمع المئات وسط المدينة، حاملين الأعلام الوطنية ومرددين هتافات مناهضة للولايات المتحدة (أ ف ب). ووضع المشاركون على رؤوسهم قبعات كتب عليها: «مهرجان الفلوجة السنوي الأول لتخليد دور المقاومة»، فيما اعلن المنظمون ان الاحتفالات ستستمر ثلاثة ايام بحماية الجيش. وكتب على احدى اللافتات: «الفلوجة ثورة المقاومة وعنوان التحرير»، وعلى لافتة اخرى «تحررنا من القيود»، و «يوم الجلاء الاميركي فخر للشرفاء». ورفعت ايضاً صور تظهر عربات عسكرية اميركية مدمرة، وأخرى لاميركيين قتلوا في المدينة عام 2004. وأحرق المتظاهرون في الاحتفال الذي استمر اكثر من ساعتين وشارك فيه نساء واطفال، العلمين الاميركي والاسرائيلي. وقال مسؤول الحزب الاسلامي في الفلوجة خالد العلوان: «نفتخر باننا نحتفل اليوم بطرد وجلاء قوات الاحتلال، إذ اننا قدمنا اغلى التضحيات من دماء نسائنا وشيوخنا». وأضاف ان «الذين دمروا العراق سيدفعون الثمن غالياً من خلال محاسبتهم على ايدي هذه الجماهير الغاضبة»، داعياً «العراقيين الشرفاء الى ان يحافظوا على ارض وطنهم وان يتوحدوا». وقال الناطق باسم الجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية عبدالله الحافظ ان التجمع «رسالة الى السياسيين الذين تلوثت ايديهم بالدم مع المحتل الاميركي» وتابع «هذا التجمع يؤكد ان المقاومة انتصرت (...) وصوت اهالي الفلوجة من الشرفاء سينتقل الى باقي المحافظات». وشهدت الفلوجة معارك ضارية عام 2004 بين جماعات مسلحة والقوات الاميركية التي اجتاحت البلاد عام 2003، أسفرت عن مقتل وتهجير المئات. وقال مستشار «القائمة العراقية» هاني عاشور في بيان، تلقت «الحياة» نسخة منه ، إن «زيادة عدد الأميركيين في العراق سيسمح لجهات خارجية بأن تبقي تدخلها في البلاد تحت ذريعة الوجود الأميركي الواسع»، مبيناً أن «هذه الزيادة ستجعل الحكومة رهينة الرغبات والإرادات الأميركية من دون تقديم ما ينفع الشعب العراقي». وأضاف عاشور إن «زيادة عدد العاملين الأميركيين في العراق من خلال التمثيل الديبلوماسي والمدربين العسكريين، وشركات أمنية سيجعل فكرة الانسحاب الأميركي غير مجدية»، معتبراً أن «هذا الأمر سيسمح لقوى خارجية بأن تمارس نفوذاً ودوراً اكبر في العراق بذرائع مختلفة».