السويس - رويترز - تناثرت اوراق الدعاية الانتخابية على الطريق المؤدية الى مقر جامعة قناة السويس، وعلت لافتات دعاية لأحزاب مختلفة ومرشحين مستقلين سور الجامعة من الخارج في مشهد لم تعهده الحياة الجامعية المصرية التي يحظر القانون ممارسة اي نشاط سياسي داخل اسوارها. لكن مصطفى محمود، الطالب في السنة الثالثة بكلية العلوم، يقول إن بعض الطلاب الذين ينتمون الى تيارات سياسية يروجون لاحزابهم داخل الكليات، سواء من خلال توزيع اوراق دعاية او مناقشة برامج هذه الاحزاب مع زملائهم واقامة حلقات نقاش طلابية. وأضاف: «تعرضنا لبعض الدعاية من زملائنا، لكن الحقيقة لم نشهد دخول اي من المرشحين الحرم. الموقف كله جديد لاننا لم نكن نشعر في السابق ان هناك انتخابات أساساً، لان اجواءها لم تكن تصل الينا». ويدلي الناخبون في السويس، بالاضافة الى 8 محافظات أخرى بأصواتهم في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب التي تجرى على ثلاث مراحل بدأت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) وتنتهي في كانون الثاني (يناير). ويقول زكي محمد زكي، مدير مكتب امين جامعة قناة السويس المساعد لشؤون فرع السويس، إن الاوضاع أصبحت أكثر مرونة في التعامل مع الميول السياسية للطلاب بعد ثورة 25 يناير والإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك، خصوصا بعد خروج الحرس الجامعي المكون من عناصر الشرطة من الحرم الجامعي بحكم قضائي. واضاف: «لا توجد دعاية انتخابية داخل الحرم الجامعي وفقاً للقانون، ونحن ملتزمون بذلك. الحرس الجامعي هو الذي كان يتعامل مع الطلاب الذين يحاولون ممارسة اي نشاط سياسي في الجامعة، لكن الآن يتولى الامن موظفون مدنيون» وهناك ست كليات تابعة لجامعة قناة السويس داخل محافظة السويس بالاضافة إلى كليات أخرى في محافظة الاسماعيلية ومدينة العريش. ويدرس في هذه الكليات الست أكثر من سبعة آلاف طالب وطالبة. وعن مشاركة الموظفين والاساتذة في عملية التصويت قال زكي: «هناك رغبة كبيرة في المشاركة، لكن هناك تعليمات بإعطاء اجازة للموظفين للذهاب الى لجان الاقتراع، لأن التصويت يمتد حتى السابعة مساء وعلى مدار يومين». وأضاف: «أنا شخصياً سأذهب بعد العمل، لكن من أراد المشاركة مبكراً أخذ إذناً كتابياً وذهب للإدلاء بصوته». ويحدو الامل الطلاب والعاملين في الجامعة على حد سواء بالعملية الانتخابية، وهو ما عبر عنه سامر عبد الرحمن الطالب بكلية التربية بقوله: «أهم مكاسب الثورة حتى الآن كسر حاجز الخوف عند الناس لكننا نتطلع الى حياة افضل وتحقيق مكاسب اكبر في المستقبل، وهو ما تمهد له الانتخابات».