السويس - رويترز - قال الشيخ حافظ سلامة، رمز المقاومة في محافظة السويس، إن مصر تشهد بعد ثورة 25 يناير أول انتخابات حقيقية منذ عقود، وإن المواطنين في هذه المحافظة الساحلية يتكبدون مشقة الوقوف في صفوف طويلة للإدلاء بأصواتهم لأنهم يعرفون هذه المرة أن صوتهم سيسمع ورغباتهم ستتحقق. وقال سلامة، قبل الإدلاء بصوته في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب التي تضم تسع محافظات بينها السويس، إن «السويس ستخرج عن بكرة أبيها لتقول نعم لمن ترى أنه يستطيع أن يخرج بالبلد من الوأدة التي تعاني منها الآن». وأضاف: «لم يكن لدينا انتخابات في الماضي. كله كان فبركة. الشعب كان غير مقبل (على الاقتراع) لما يراه من تزوير. أما الآن الصفوف أمام اللجان تمتد لعشرات الأمتار». وتابع إن «هذه أول انتخابات حقيقية». ويحظى الشيخ حافظ سلامة (86 سنة) الذي يطلق عليه «شيخ المجاهدين المصريين» نظراً لدوره في المقاومة الشعبية إبان الاحتلال الإنكليزي والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 باحترام واسع بين أبناء محافظة السويس، كما أن له نشاطاً مجتمعياً واسعاً. وقال سلامة إنه تابع الانتحابات منذ بداية المرحلة الأولى التي أجريت في 28 و29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وكان فخوراً بالإقبال الكبير على التصويت. وعن المخاوف التي أبداها البعض من هيمنة التيار الإسلامي على البرلمان المقبل بعد المكاسب الكبيرة التي حققها في المرحلة الأولى من الانتخابات، قال سلامة: «عندما دخل الإسلام مصر منذ أربعة عشر قرناً كنا جميعاً في منأى عن الخلافات والتعصبات. فالمسلم جنب جاره غير المسلم. وفي المدرسة أيضاً المسلم بجوار غير المسلم. إنما التفرقة جاءتنا أخيراً من المؤامرات التي تحاك لنا من خارج مصر». وأضاف: «مصر جربت كل الاتجاهات، ولم نجد النور من خلالها. لذلك فنحن نعود مرة أخرى للاتجاه الإسلامي». ويوزع سلامة بياناً يدعو فيه الفائزين من الاتجاه الإسلامي في مجلس الشعب الجديد إلى التكاتف والعمل معاً للحفاظ على الإنجازات التي حققتها ثورة 25 يناير. وتقع محافظة السويس إلى الشرق من القاهرة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة بينهم 355 ألفاً و286 ناخباً. ويتنافس 109 مرشحين على مقعدي الفردي بالسويس كما تتنافس 12 قائمة حزبية تضم 48 مرشحاً على أربعة مقاعد للقوائم أبرزها قوائم الحرية والعدالة والنور والوفد والوسط والكتلة المصرية والناصري والعدل.