تبدأ المستشارة الالمانية انغيلا مركل الاحد زيارتها السابعة الى الصين على رأس وفد من رجال الاعمال الالمان بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية بشكل اكبر بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين. وسيرافق مركل في زيارتها وفد من رجال الاعمال يضم خصوصاً مسؤولون من "سيمنز" و"فولكسفاغن" و"ايرباص" و"لوفتهانزا" و"دويتشه بنك" كما اكدت صحيفة بيلد الالمانية هذا الاسبوع. لكن لم يؤكد أي مصدر حكومي من سيكون في عداد الوفد. والصين في اوج ازدهارها بالنسبة للقوة الاقتصادية الاولى في اوروبا، وتشكل سوقاً اساسية لا سيما لشركات تصنيع السيارات والماكينات الصناعية. وتعتبر المانيا بالنسبة للبلد الاكثر اكتظاظاً في العالم شريكاً هاماً لتكنولوجيته العالية. واثناء زياراتها السابقة اظهرت مركل بوضوح اعجابها بتحولات الصين. ونادراً ما تفوت فرصة للتذكير بأنه امام عمالقة ديموغرافيين كالصين سيتعين على اوروبا التي تعاني من الازمة ان تجري اصلاحات من أجل الاستمرار. وسيستقبل رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الاثنين المستشارة الالمانية بكل التشريفات العسكرية، وهو بروتوكول مخصص عموماً لرؤساء الدول فيما لا تشغل ميركل سوى رئاسة الحكومة. وسيكون لقاؤها مع الرئيس شي جينبينغ الثاني معه هذه السنة قبل ان تلتقيه مجدداً في تشرين الاول (اكتوبر) في اطار مجلس وزراء مشترك سينعقد في برلين. علماً بأن الصين لا تقيم هذا النوع من العلاقات سوى مع المانيا. وستبدأ الزيارة الاحد بمحطة في شنغدو عاصمة اقليم سيشوان (جنوب غرب) الذي يعد 80 مليون نسمة، أي ما يوازي اجمالي التعداد السكاني في المانيا. ويتوقع ان تشدد المانيا اثناء مجلس اقتصادي مشترك ينظم في بكين على نقطتين خلافيتين بين البلدين، وهما دخول الشركات الاجنبية بشكل منصف الى الاسواق الصينية واحترام الملكية الفكرية. كما يتوقع البحث في الملف الحساس المتعلق بأوضاع حقوق الانسان بعيداً عن الانظار، وهي مقاربة يعتبرها المسؤولون الالمان اكثر فعالية من توجيه اصبع الاتهام مباشرة الى الصين. فضلاً عن ذلك فإن الخلافات على الاراضي بين الصين وجارتيها فيتنام واليابان، وكذلك التوترات مع الولاياتالمتحدة او التظاهرات الاخيرة المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ لا ينتظر ان تسهل الامور.