انطلق يوم الجمعة الماضي في أميركا عرض فيلم «رجمُ ثريا» والمبني على قصة الكاتب الفرنسي «فريدوني ساهيبجام» ابن السفير الإيراني السابق لفرنسا والذي صدر حكم الإعدام بحقه في إيران بتهمة انتقاد الحكومة الإيرانية في كتاباته، إذ عاش في الخفاء في فرنسا إلى أن توفي العام الماضي وكان ساهيبجام حاز شهرة واسعة بعد تناوله قضية استغلال الحكومة الإيرانية للأطفال، وذلك بتجنيدهم في الجيش الإيراني إبان حربهم مع العراق والتي امتدت لثمانية أعوام. الفيلم تلعب بطولته الإيرانية «شهرة اغداشلو» والتي غادرت إيران لغير رجعة إبان انطلاق الثورة عام 79 وعاشت في أميركا التي وجدت فيها ملاذاً آمناً، خصوصاً بعد ترشيحها لجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم «منزل الرمل والضباب» عام 2003. كما يشاركها البطولة الممثل الشهير «جيم كافيزل» الذي يبدو أنه بات يبحث عن الأضواء من خلال الأفلام التي تتعامل مع قضايا ذات حساسية عالية، خصوصاً بعد مشاركته مع «ميل غيبسون» في فيلم «آلام المسيح» الذي أثار ضجة في الأوساط الدينية قبل أعوام قليلة. «رجمُ ثريا» الذي عاش مراحل التصوير في الأردن خلال العام الماضي ينتظر ردود أفعال واسعة، خصوصاً مع تناوله لقضايا حساسة سياسياً ودينياً. إذ تدور قصة الفيلم حول صحافي يلعب دوره «كافيزل» تتعطل سيارته في إحدى القرى الإيرانية النائية، فيتعرف إلى سيدة تُدعى «زهرة» والتي تلعب دورها شهرة تحاول الحديث إليه من دون علم أهالي القرية، وفي سريةٍ تامة تروي له قصة ابنة أختها «ثرية» وظروف موتها الدموية التي تمثل (من وجهة نظر الفيلم) غياباً كاملاً لحقوق المرأة في الشريعة الإسلامية والعقوبات القاسية التي تتعرض لها، إذ تتعرض للرجم بالحجارة بعد تلفيق تهمة الزنا ضدها. الفيلم يحاول بشكل واضح اتهام الإسلام بالوحشية خصوصاً من خلال عرضه لمشهد الرجم حتى الموت، الذي قدمه المخرج بأدق تفاصيله بدايةً من الشروط الواجبة في الحجارة التي يجب أن تكون صغيرة حتى لا تتسبب في الوفاة بسهولة وبسرعة ليستمر العذاب لساعات، ونهايةً بنقل كل مشاعر الألم التي يمثلها هذا العقاب على مشاهديه، الفيلم يحظى باهتمامٍ واسعٍ في الصحف الأميركية، لاسيما في ظل تزامنه مع الأحداث الجارية في إيران حالياً، إذ أكدت صحيفة «هيوفنجتون بوست» أن الفيلم من النوعية التي لا تنسى ولا يمكن محوها من الذاكرة ، كما حاز الفيلم على المرتبة الثانية ضمن فئة «اختيار الجمهور» في مهرجان تورنتو السينمائي العام الماضي. وبالطبع لا يمكن التنبؤ بأي نوع من الأزمات سيخلق عرض الفيلم، ولكن بالتأكيد لن تكون أزمة أميركية - إيرانية.